بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001م، بدأت الاموال العربية ورجال الاعمال العرب يواجهون صعوبات ومضايقات فى دول الغرب وامريكا جراء التشدد فى الرقابة على حركة الاموال العربية بهذه الدول الامرالذى إضطرالرساميل العربية الى البحث عن ملاذات آمنة بالبلدان العربية حيث بدأت الاموال تعود الى المنطقة تدريجياً ويتم استثمارها فى المناطق والبلدان التى تمنح الحوافزوتشجع الاستثمارالى جانب امتلاكها للفرص الاسثمارية ليشهد العام 2009 عودة نحو(39) ملياردولارالى داخل البلدان العربية حيث تم استثمارهذه الاموال وتوظيفها عبر البنوك العربية. وحظى السودان من بين تلك الدول العربية باستقطاب الاموال والرساميل العربية للاستثمارفى كافة المجالات خاصة الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والمصارف ليبلغ حجم الاستثمارات العربية فى البنوك السودانية نحو(800) مليون دولارخلال العام 2009، فيما بلغ عدد فروع البنوك العربية العاملة فى السودان نحو(10) بنوك حققت خلال فترة عملها نجاحاً بينما هنالك فرصاً واعدة للاستثمار بالسودان فى مجال البنوك. ولعل هذه الفرص والنجاحات التى حققتها استثمارات البنوك العربية بالسودان والاستقرار الاقتصادى والسياسي والامنى الذى تشهده البلاد شجع البنوك العربية واتحاد المصارف العربية على توجيه هذه الاموال والرساميل العربية الباحثة عن ملاذات آمنة للاستثمار بعد الحادى عشرمن سبتمبر والأزمة المالية الى توجه نحو الاستثمار بالسودان فى مجال البنوك وتوظيف هذه الاموال فى استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة وتامين الغذاء العربي. ولذلك يأتى إنعقاد المؤتمرالمصرفي العربي حول مناخات الاستثماروتكامل الموارد في الوطن العربي بالخرطوم والذي ينظمه اتحاد المصارف السودانى بالتعاون مع بنك السودان المركزي والإتحاد الدولي للمصرفيين العرب وانطلقت فعالياته أمس ببرج الفاتح برعاية نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان محمد طه وبمشاركة وزراء الإقتصاد والتجارة العرب ومحافظى المصارف المركزية وقيادات المؤسسات المصرفية والمالية والخبراء في الشؤون الإقتصادية والمصرفية في العالم العربي لمناقشة فرص تعزيز التعاون العربى المشترك. ويهدف المؤتمر إلى أبراز أهمية تحسين مناخ الاستثمارالعربي وفق المعايير الدولية وتنوع قاعدة الاقتصاديات العربية ودورها في دعم التجارة البينية ومع العالم كما سيبحث تقسيم وتقويم الأداء لمشاريع العمل العربي الإقتصادي المشترك، وآليات تنشيط المشاريع الاستثمارية العربية العابرة للحدود لكي تكون مدخلاً للتكامل الاقتصادي بين اقطارالوطن العربى وحفز المصارف والمؤسسات المالية التقليدية والإسلامية فى المنطقة على الاستثمار في القطاعات الإنتاجية وعلى تمويل المؤسسات المختلفة فى الرقعة الجغرافية الممتدة من الخليج العربى الى المحيط الاطلسى. وكما يأتى انعقاد مؤتمرالمصارف العربية بالخرطوم فى هذا التوقيت رداعملياً بليغاً على كل من يتحدث عن عدم توافر الأمن فى السودان بجانب انه تأكيد من قادة المصارف العربية على تحفيز الرساميل العربية للاستثمار بالسودان فى كافة المجالات لتأمين الغذاء واستغلال الفرص المتاحة لاسيما ان هنالك مشاركة كبيرة وواسعة من قادة العمل المصرفى العربى وخبراء الاقتصاد ورجال المال والاعمال فى المؤتمرالذى تشمل فعالياته انعقاد اجتماعات الجمعية العمومية لاتحاد المصارف العربية،واجتماع مجلس ادارة اتحاد المصارف العربية الى جانب اجتماعات الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب. نأمل أن يتوج المؤتمرفى ختام أعماله اليوم باستقطاب رؤوس الاموال من الدول المشاركة للاستثمارفى السودان خاصة و ان الاستثمارات المصرفية العربية من انجح الاستثمارات بالبلاد كما ان قطاع المصارف من اكثرالقطاعات جذباً للرساميل العربية الامرالذى يعززمن فرص استقطاب الاموال من الدول الشقيقة ونجاح المؤتمر فى تحفيز وتشجيع الاستثمارات والرساميل العربية لولوج كافة مجالات الاستثمار بالسودان لتأمين الغذاء العربى ولاستغلال الفرص المتاحة والموارد المتعددة التى يزخربها السودان، والاستفادة من الخبرات والكوادر السودانية بجانب تمويل مشروعات التنمية والبنية التحتية بالبلاد.