متى تصاب المرأة بالضجر من أصدقاء الزوج؟ سؤال وجهناه الى عدد من الأزواج... فماذا حملت اجاباتهم؟ حدقت في وجه زوجها متمتمة بذهول، محاولة بيأس السيطرة على أعصابها، فما عادت تحتمل زيارات أصحابه الدائمة دون سابق موعد، لم تجد وسيلة لحبس غضبها فأوصدت باب غرفتها عليها بعد ان دوى صوتها عالياً (عادل) فما ان دنا منها بادرت: لقد مللت أصحابك وحضورهم غير المسؤول الى المنزل، رغم الغضب أسرعت لاعداد وجبة الغداء ثم أفرغت جام ثورتها على أطفالها. تقول سامية (ربة منزل) يزعجها فضول أصدقاء زوجها وتدخلهم المباشر في شؤون الأسرة مما يزيد حالات التوتر لديها، وذلك يعيق مسيرة العلاقة الزوجية فالمجتمع السوداني والمرأة خاصة لا تتقبل (الزيارات) غير المبرمجة من أصدقاء الزوج وذلك يتطلب التنسيق التام بين الأزواج لتفادي التوترات والثورات التي تخلق مشاكل ذات أبعاد، فيما دعا المهندس عبدالله مسار الزوجات إلى الاستناد في تعاملهن مع أصدقاء الزوج بحكمة وعقلانية لتجنب اشكالات صحية (كالغضب والثورة التي تصاحبها تكشيرة شريرة)... في مقابل ذلك على الزوج إدراك أن أغلب النساء لا يتقبلن علاقات الزوج بمن فيهم الأصحاب. دكتور علي صديق أستاذ علم الاجتماع جامعة النيلين في تفنيده للقضية قال: ( ليس لدى كل الأزواج أصحاب بشكل مباشر وانما هنالك صداقات تفرضها اماكن التجمعات مثل (الأندية والأحزاب والأنشطة الرياضية والفنية والإرتباطات الخارجية وعلاقات العمل) التي تحكمها نواحي جغرافية). فإجتماعات الزوج جزء منها المناسبات التي يدعو لها فهذه الظروف المحيطة تجعل الرجل يقود الناس الى بيته وهنا يأتي دور الزوجة أما ان تتعاون معه أو ترفض الأشياء غير المبرمجة، وهذا حقها بالنظر الى أن المرأة السودانية ما عادت كما في الماضي تتقبل الزيارات ومضيافة فقد تغيرت مفاهيمها وصارت سيدة مجتمع وعاملة، والآن ما عادت تعتمد على الرجل الذي اختلفت طبيعته إذ صار عنصراً يسهم في الأعمال المنزلية خاصة (المطبخ) لذا يجب ان تحكم علاقة الأزواج أطر معينة في نصابها التشاور، والتنسيق واختيار الأصحاب قبل اقتيادهم الى المنزل، مع ضرورة الإبتعاد عن صداقات العزابة. واضاف دكتور علي: الظروف الإقتصادية المحيطة تتطلب تقديم مقدمات لزيارة الأصحاب لتفادي الإحراج. وأشارت بعض الآراء الى وجود أصحاب (حشريين) يعتبرون سبباً مباشراً في تعتيم العلاقات الزوجية ومثل أولئك يثرون غضب النساء، ايضا هناك ازواج يمضون الاسبوع بأكمله خارج المنزل مع الأصحاب وذلك يزيد نزعة الغيرة عند المرأة من الأصحاب وترفضهم بشدة فتصبح (نكدية) بمجرد الخروج مع أحد الأصدقاء، والبعض الآخر دوافعه تمضية وقت مع الأصدقاء لظروف البيت وعدم قبول الزوجة بهم ولظروف يعتبرها ضاغطة أهمها التكشيرة التي ترسمها على وجهها، والبعض يملأ فراغه بالونسة الطويلة مع الأصحاب.