الرئيس التنزاني جاكيا كيكويتي الذي انتخب الثلاثاء الماضي رئاسا جديداً للاتحاد الافريقي خلفا للرئيس الغاني جون كيفور دون ضوضاء خلال اعمال القمة العاشرة لرؤساء حكومات ودول الاتحاد الاقريقي التي انهت اعمالها السبت الماضي 2/2/2008 بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، تشير سيرته الذاتية منذ نعومة اظفاره انه قائد ابن قائد تربى في بيت زعامة. ولد جاكيا مريشو كيكويتي في السابع من اكتوبر 1950 في مدينة مسوقا بمقاطعة باقامويو التي كانت تعرف وقتها بتنجانيقا. كيكويتي نشأ وترعرع في بيت (قيادة وزعامة) فجده كيكويتي زعيم قبلي شهير اما والده مريشو فقد كان حاكما لمقاطعة تنجانيقا في عهد الاستعمار وبحكم وظيفة والده تنقل جاكيا في صباه الباكر في عدة مناطق بتنجانيقا وكان طبيعياً وربما تأثراً بوالده وجده اصبح زعيماً طلابياً خلال مراحله الدراسية كافة وزعيماً لحركة الشباب داخل حزب تانيو. تولى جاكيا كيكويتي رئاسة اتحاد الطلاب في مدرسته الثانوية وتولى رئاسة اتحاد الطلاب بجامعة دار السلام إحدى أعرق الجامعات الافريقية بين عامي (1973و1974) وبرز كناشط طلابي في الحركة المنادية بالحياة الكريمة للشعب التنزاني ومثل اتحاد طلاب تنزانيا ايضا في عدد من المؤتمرات الدولية، واشهرها المؤتمر الدولي للشباب الذي عقد في بخارست برومانيا العام 1974م. درس جاكيا كيكويتي المرحلة الابتدائية في مدرسة مسوقا الابتدائية بين عامي 1951م، 1961 والمرحلة الثانية بين عامي 1962، 1962 ثم التحق بجامعة السلام بين عامي 1972 و 1975 حيث نال درجة جامعية في الاقتصاد. فور تخرجه في جامعة دار السلام العام 1975 تفرغ في وظيفة حزبية بحزب تانو (اتحاد تنجانيقا الافريقي الوطني) الذي تحول لاحقاً الى حزب (جاما جا مابندوزي، وتعني باللغة السواحيلية (حزب الثورة) الذي أسسه الزعم جوليوس نايريري في 5 فبراير العام 1977م. نال كيكويتي خلال دراسته الجامعية تدريبا عسكرياً في العام 1972 ثم التحق بعد ذلك بالأكاديمية العسكرية التنزانية في اروشا وتخرج برتبة ملازم العام 1976 وترقى في الجيش حتى رتبة مقدم، تقاعد بعدها عن الخدمة العسكرية ليتفرغ للعمل السياسي. في العام 1982 جرى انتخابه في أعلى هيئة بحزب الثورة وهي المكتب السياسي للحزب . في العام 1994 أصبح كيكويتي أصغر وزير مالية في تاريخ تنزانيا وكان وقتها في الرابعة والاربعين من العمر ونجح في ادخال نظام جديد لجمع الموارد ما زال مرتبطاً باسمه . في ديسمبر 1995 انتقل كيكويتي مستفيداً من النجاح الذي حققه في وزارة المالية الى وزارة الخارجية والتعاون الدولي وظل في هذا المنصب لعشر سنوات مسجلاً رقماً قياسياً في فترة بقائه بهذه الوزارة الذي يعد الأطول في تاريخ تنزانيا. وفي العام 1997 انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب. وخلال فترة تولية حقيبة الخارجية لعب دوراً رئيسياً في إعادة السلام والامن والاستقرار لمنطقة البحيرات العظمى وعلى وجه الخصوص في بورندي والكنغو الديمقراطي ونجح خلال هذه الفترة أيضاً في تأسيس اتحاد جمركي بين بلاده ويوغندا وكينيا. في العام 2005 جرى اختياره من بين (11) مرشحاً لخوض انتخابات الرئاسة وجرى انتخابه رئيساً للبلاد وأدى القسم في 21 ديسمبر 2005م. نال كيكويتي شعبية كبيرة خلال رئاسته حيث توسع في التعليم بانشائه لنحو (0051) مدرسة كما أنشأ جامعة علمية في دودوما وسط تنزانيا ودشن أخيراً حملة قومية للفحص الطوعي لمرض نقص المناعة المكتسب الايدز وكان هو وزوجته نعمة أول من أجريا الفحص الطوعي للايدز. تقول سيرته الذاتية ايضاً إنه رياضي مطبوع كان نجماً في كرة اليد وتولى رئاسة اتحاد كرة اليد في تنزانيا لعشر سنوات متزوجاً من نعمة سلامة ولهما ثمانية اطفال. فور انتخابه رئيساً للاتحاد الافريقي الاربعاء الماضي تعهد كيكويتي بالسعي لإيجاد حلول لمشاكل القارة الافريقية وأزماتها وخص بالذكر -الى جانب الاوضاع في الصومال وكينيا وتشاد - أزمة دارفور. وقال في هذا الصدد إنه سيسخر كل طاقاته من أجل التعجيل بحل أزمة دارفور. ويرى المراقبون الى ان وجود ه في رئاسة الاتحاد الافريقي الى جانب مواطنه الدكتور سالم احمد سالم وسيط الاتحاد الافريقي والوزيرة التنزانية السابقة عائشة روز نائبه الامين العام للامم المتحدة سيسهم ايجابياً في التعجيل لحل الأزمة، خاصة اذا وضعنا في الحسبان الجهود الجارية لعقد لقاء جديد في اروشا التنزانية لحركات دارفور غير الموقعة على اتفاق سلام ابوجا.