بينما كانت وسائل الاعلام العالمية تتابع باهتمام بالغ المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني الذي يعقد كل عشر سنوات لتجديد قيادات الحزب كانت في تنزانيا تختتم عملية انتخابات داخلية لحزب (شاما شا مابيندوزي) الحاكم لتجديد قيادات الحزب وهي عملية تجرى كل خمس سنوات ، ورغم انها لا تحظى بتغطية اعلامية دولية كعملية التجديد داخل الحزب الصيني ولكنها بحسب مراقبين اقليميين كانت ديمقراطية الى حد كبير ، وافضت الى تجديد رئاسة جاكايا كيكويتي لولاية تنتهي في 2017،وبما ان الانتخابات الرئاسية في تنزانيا ستجرى العام 2015 ولكن الرئيس الحالي كيكويتي لن يترشح لهذا المنصب بحسب الدستور بعد أن شغله لولايتين متتاليتين، انتخابات الاحزاب الداخلية ممارسة درجت عليها جميع الاحزاب السياسية في تنزانيا التي ينشط فيها حوالي عشرين حزبا تعقد انتخاباتها الداخلية كل خمس سنوات توطئة للانتخابات العامة التي ستجرى في العام 2015 واختتمت الانتخابات عملية دامت أشهر عديدة وانطلقت في شهر فبراير الماضي لاختيار قيادات الحزب. وأجريت الانتخابات الحزبية الداخلية التي تقام كل خمس سنوات على مراحل، بدءاً من المناصب القيادية على مستوى القرى وانتهاءً باختيار رئيس الحزب الوطني ونوابه.وحقق الرئيس كيكويتي فوزاً كاسحاً إذ حصد 2395 صوتاً من أصل 2397 صوتاً في الجمعية العامة للحزب.وتم اختيار رئيس زنزيبار، علي محمد شين، والأمين العام السابق لحزب شاما شا مابيندوزي، فيليب مانغولا، نائبين لرئيس أراضي زنزيبار وتنزانيا على التوالي، خلفاً للنائبين السابقين بيوس مسيكوا وأماني عبيد كارومي.وقام كيكويتي مباشرةً بعد انتخابه باستبدال أربعة من الأعضاء العشرة للأمانة التي تعمل كمجلس تنفيذي. وإن الأمانة مسؤولة عن تسمية جميع المرشحين من الحزب للانتخابات العامة، على أن توافق الجمعية العامة على أسمائهم في وقت لاحق.وشملت التعديلات ضمن الحزب استبدال الأمين العام ويلسن موكاما بعبد الرحمن كينانا. أما الأعضاء جانيويري ماكامبا وآشا عبد الله جمعة وجون شيليغاتي، فتم استبدالهم بآشا روز ميغيرو و محمد سيف خطيب وزخيا حمداني مغجي. وبقى كل من مويغولو مشيبما وفواي علي فواي ونابي ناويي في مناصبهم. وفي هذا الإطار، قال محمد سيف خطيب، إن الأمانة العامة ستضمن فوزاً كاسحاً لحزب شاما شا مابيندوزي في الانتخابات العامة التي ستجرى في 2015. وأضاف في حديث لموقع صباحي اون لاين «سنجمع مهاراتنا وخبراتنا لتوحيد أعضاء [الحزب] من أجل تحقيق الفوز في الانتخابات العامة في 2015».وذكر خطيب أن الحزب نجح أيضاً في إشراك الناس بنسبة 80 في المائة. ويضم الحزب خمسة ملايين و500 ألف عضو، علماً أن أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون منهم أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الداخلية هذه السنة ،و ُذكر أن التسجيل في الحزب متاح لجميع المواطنين التنزانيين كما يُسمح للأعضاء المسجلين منذ أكثر من ستة أشهر بالمشاركة في الانتخابات الداخلية. وذكر خطيب لصباحي أنه إلى جانب المناصب القيادية، انتخب أعضاء الحزب مباشرةً 350 عضواً للجنة التنفيذية الوطنية و 2500 عضو للجمعية العامة. من جهته، قال العضو في الجمعية العامة للحزب، حسين باشي، إنه راضٍ عن الأمانة الجديدة ذلك أنها تجمع بين عناصر شابة جديدة وزعماء متمرسين يستطيعون المساعدة في توحيد الحزب.وأعلن لموقع صباحي اون لاين : «الأمانة المنحلّة كانت تقتل الحزب. لعبت الانقسامات فيها دوراً كبيراً انعكس في أدائنا الضعيف في الانتخابات العامة في 2010».ولكن، أعاد بشير علي، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة دار السلام، سبب هذا الأداء الضعيف إلى سياسات الحزب، أكثر مما هو إلى السياسيين فيه.وأشار علي إلى أن الحزب لم ينجح في اعتماد سياسات وطنية تهدف إلى نقل البلاد من مجتمع اشتراكي إلى مجتمع رأسمالي.وقال لصباحي «جرّبوا قروض الطلاب لكن فشلوا فيها. أطلقوا التأمين الطبي لكنه فشل أيضاً». وأضاف أن الحكومة لم تبذل ما يكفي من الجهود لبسط الاستقرار في السوق ومعالجة مسألة هبوط أسعار المحاصيل. «يتوجب على حزب شاما شا مابيندوزي أن يحرز نتائج وأن يعيد الأمل إلى المواطن العادي».وأوضح أنه يجب على الحزب أن يعود إلى مرحلة البداية وأن يطور سياسات فعالة طويلة الأمد إلى جانب توفير حلول على المدى القصير.