ضمن الظواهر التي تستحق الدراسة والتحليل، يبرز توافد النساء لمراكز الإقتراع بالعاصمة الخرطوم وبقية الولايات بصورة كثيفة. ومن اللافت للعيان بمراكز الإقتراع حضور النساء المميز وحرصهن على التصويت برغم متاعبه المتمثلة في عملية الإنتظار لمدة طويلة، وتعليقاً على حضورهن الكبير للمراكز قالت لي إحدى النساء بمركز نادي الصافية يبدو أنها على دراية تامة بالعمل السياسي «الرئيس البفوز في الإنتخابات دي فوزناه نحن النسوان ديل وتساءلت في تعجب؟ ولا رأيك شنو؟». كان حديثها صحيحاً لانه من الملاحظ ان حضور الرجال لمراكز الإقتراع ضعيف ولا يكاد يذكر ولا أدري ان كانوا زاهدين في الحضور للمراكز ام ان ظروف العمل تشغلهم عن الإدلاء بأصواتهم. ومما يلفت الإنتباه بقوة في مراكز الإقتراع حرص نساء بلغن من العمر عتيا على الحضور للإدلاء بأصواتهن للقوي الأمين الذي يضمن لهن حقوقهن الدستورية. وأثناء وجودي بمركز للإقتراع بطيبة الأحامدة شغلت إهتمامي سيدة عجوز يتجاوز عمرها تسعين عاماً وهي تخطو نحو غرفة الإقتراع متكئة على عصا باليمين وحفيدها بالشمال.