هناك، كل شي بدا لنا مختلفاً منذ الوهلة الاولى، عندما وصلنا مركز نادي الصافية للانتخابات في ارقى مناطق بحري، زاد احساسنا بالفرق اكثر، بعد ان توغلنا في اطراف بحري في مناطق الكدرو والحلفاية وطيبة الاحامدة والدروشاب، حيث شهدت هذه المراكز بعض الاخطاء الفنية التي احبطت كثيراً من الناخبين. ففي الصافية النظام والانضباط هي السمة الغالبة، صفوف مرتبة، كراسي متوفرة ووثيرة، مكان ظليل تم اختياره بعناية وهو نادي الصافية جوار جامع حاجة «النية» اشهر مساجد بحري. الاهتمام بالناخب في هذا المكان واضحا، بحيث لا يعاني من حرارة الشمس التي أسهمت بقوة في هروب كثيرين من مراكز الاقتراع في بعض الاماكن، فتم توفير مراوح كبيرة من تلك التي تعمل بقوة على رش الماء ليتناثر في اكبر مساحة تلطيفاً للجو، بينما تنتشر حافظات الماء ذات الاحجام الكبيرة في كل مكان، الى جانب حافظات اصغر حجما تمتليء بالشاي والقهوة. صالة الاقتراع نفسها تختلف كثيراً، فهي تتميز بتهوية جيدة الى جانب تنظيم دقيق لصناديق الاقتراع، وتوزيع جيد لكل من ضابط المركز والمدقق وبقية الاعضاء، لكن كان ابرز ما لاحظناه هو الوجود الكثيف للمراقبين ووكلاء الاحزاب لم نشهده في اي من مراكز مناطق بحري الاخرى. الناخبون انفسهم تبدو عليهم النعمة، يأتون بالعربات الخاصة التي امتلأ بها المكان، فلا حاجة هنا لأحد في ترحيل الناخبين او حملهم على المشاركة، فالواضح انهم يعرفون ما يريدون، وماذا يفعلون مما يسهل عملية التصويت . وكمعظم مراكز الاقتراع في كل السودان لاحظنا المشاركة اللافتة للمرأة وهي في كامل زينتها تشكل حضورا كثيفا، وبعضهن بصحبة اطفالهن. مركز الصافية احد المراكز القليلة المختلفة التي تبدو اكثر جذباً للناخبين، ولكنها جاذبية وفرتها فرضية المكان، ليتحقق الدعاء الشائع لمن تحب «الله يديك العافية ويسكنك الصافية».