وصلنا الى مطار جوبا عند الساعة التاسعة والنصف في اول ايام الإقتراع، كانت الأجواء ساخنة منذ الصباح فالشمس ساطعة جداً متحدية الأجواء الخريفية، عند خروجنا من المطار بدأت الاجواء عادية جداً والحياة تسير بصورة طبيعية، والمواطنون مهيئون للعملية الانتخابية. مالفت انتباهنا من البداية الملصقات في شوارع جوبا خاصة لمنسوبي الحركة الشعبية ومرشح رئاستها، بجانب مرشح الرئاسة للمؤتمر الشعبي عبدالله دينق، ومرشح الرئاسة للمؤتمر الوطني عمر البشير إضافة الى مرشحي البرلمان القومي وبرلمان الجنوب. « بدوبدو خيار التنقل» وعند الباحة الخارجية لمطار جوبا توجهنا الى المواصلات وكانت الوسيلة المتوفرة «بدوبدو» الدراجات البخارية التي تعد اسرع طريق لكسب الوقت في التنقل في اطراف المدينة، حملنا حقائبنا وامتطينا «البدوبدو» وتوجهنا مباشرة من الطائرة الى مراكز الاقتراع فالوقت للعمل ولا مجال للراحة. المحطة الأولى كانت ضربة البداية من جامعة جوبا والتي تضم مركزين للإقتراع اللجنة «18» واللجنة «20» ولكن كانت البداية مخيبة للآمال الساعة العاشرة والنصف ولم تصل صناديق الإقتراع ومعدات العملية الانتخابية بعد، مما أثار قلق وضجر الناخبين الذين توافدوا الى مراكز الاقتراع منذ الثامنة صباحاً واصطفوا في المراكز ولكن» ناخبين من غير صناديق الى حين» جيمس واني ايقا يزور مركز الجامعة زار مرشح الحركة الشعبية لرئاسة برلمان الجنوب جيمس واني ايقا مركز جامعة جوبا متفقداً سير العملية الانتخابية، وعندما سألناه عن تأخير الصناديق ومواد الإقتراع اجاب ساخراً هذا من شأن المفوضية، وقال انا « ذهبت الى دائرتي لكي ادلي بصوتي وتفاجأت مثلكم بقصور المفوضية وتأخر مواعيد الإقتراع. المفوضية تبرر الموقف وفي تجوالنا في مركز جامعة جوبا التقينا بوفد المفوضية القومية والولائية في زيارتهما الميدانية لمراكز الإقتراع ، وقالت عضو المفوضية القومية ومنسق اللجان العليا بالولايات الجنوبية فليستا دايا ان العملية الانتخابية تسير بصورة جيده قياسا باليوم الاول الا ان هناك بعض العقبات والمشاكل التي تواجه المفوضية خاصة في مركز جامعة جوبا والذي عانى من تأخر وصول مواد الإقتراع، وبررت دايا التاخير بعدم التنسيق الجيد وارجعت ذلك الى حداثة التجربة اضافة الى الاعباء الثقيلة بوجود اكثر من «815» مركز اقتراع في ولاية الإستوائية الوسطى وحدها، واضافت دايا ان تأخير وصول مواد الإقتراع كان لضرورة امنية ولذلك عمدت المفوضية الى توزيع مواد الاقتراع في بعض المراكز مع بداية اليوم الاول. للمساجين نصيب أيضاً وفي مشهد مختلف تماماً بالدائرة «19/18» بسجن جوبا الذي وقع عليه الاختيار ليكون احد مراكز الإقتراع، ويضم لجنتين، ويفرد ذراعيه بكل مساواة لرجال الشرطة والمساجين الذين انتظموا في صف واحد في صوره غير مألوفه تجسد العلاقة الطيبة بين المساجين وافراد الشرطة. التقينا بنائب رئيس السجن بجوبا كول مجنق وبعد ان رحب بنا قال « للمساجين حق ايضا في التصويت فهم سجلوا داخل السجن ولذلك حرصنا ان يكملوا عملية الاقتراع لانها حق اساسي لهم مش البلد حقهم برضو» واضاف مجنق كل الامور تسير هنا بصورة طيبة وحتى المساجين الذين وفدوا الى السجن بعد فترة التسجيل يحق لهم التصويت في لجانهم وسوف نعمل على حل مشاكلهم؟ إجراءات أمنية مشددة بحي الجلابة في سنتر جوبا «حي الجلابة» الدائرة «1» والتي تضم ثلاث لجان كانت الاجراءات الامنية مشدده بصوره لافته هناك، وعند دخولنا الى باب المركز تعرضنا الى تفتيش دقيق لحقائبنا واغراضنا وبعد ان تأكدوا من هويتنا بادلونا الاعتذار ومن ثم قالوا « معليش لانعمد الى مضايقتكم ولكن هذا عملنا» وبعدها تحدثنا الى رئيس المركز بحي الجلابة كول سانتوس انجلو فقال نسبة الاقبال عالية جدا في هذا المركز الى حد الاكتظاظ، واضاف بدأنا في الساعة التاسعة وذلك نسبة للظروف الامنية المحيطة بنا، اما عن سير العملية الانتخابية فقال بعض المواطنين يواجهون صعوبة في التصويت وذلك لضعف وعيهم، ونحن نساعدهم اذا طلبوا منا ذلك، فهم ينادون بأسماء مرشحيهم او رموزهم ومن ثم نوجههم الى مكان الرمز الذي يقصدوه بحضور وكلاء المرشحين والاحزاب والمراقبين. للمراقبين وجهة نظر وجدنا عدداً كبيراً من المراقبين الدوليين والمحليين في مراكز الاقتراع المختلفة وابدوا لنا وجهات نظرهم مع بعض التحفظات، واشاروا الى وجود مشكلة بكشوفات الناخبين وانها غيرمرتبة بالحروف الابجدية مما ادى ذلك الى ضياع وقت الناخبين، واضافوا ان معظم الناخبين يحتاجون الى مساعده لضعف وعيهم ولفتوا الانتباه الى ان الناخب يستغرق مابين«10- 12» دقيقة ليتمكن من الادلاء بصوته مشيرا الى حالة البطء الشديدة وقالوا اذا استمرت الاوضاع بهذه الطريقة فإن ثلاثة ايام لن تكفي الناخبين لكي يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم. المفوضية القومية بالجنوب تطمئن اكد نائب رئيس المفوضية بجنوب السودان انطوني اريك لولي بأن عملية الإقتراع لاتمضي بصوره طيبة ووصف استجابة الناخبين بالجيدة وقال اذا استمر هذا التدافع نحو مراكز الاقتراع بهذه الصوره اعتقد ان الثلاثة ايام كافية، لافتا الى وجود بعض العقبات والتي وصفها بالعادية خاصة تأخر مواد الاقتراع في بعض المراكز والتي ارجع اسبابها الى الحالة الامنية، واضاف لولي لا نتوقع احداث عنف فالاحوال تمضي بصورة طبيعية وقال « الامن هو مسؤولية الشرطة والاجهزة المختصة» لافتا الى ان عدد المراكز بالولايات الجنوبية بلغ «5770» مركز وعدد الناخبين المسجلين وصل الى «4777» مليون ناخب. سلفاكير يأمل تحدث مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجنوب سلفاكير ميارديت الى وسائل الإعلام المختلفة عقب ادلائه بصوته في مركز «قلولو» بالدائرة «13» بجوبا وقال « نأمل ان تنجح العملية الانتخابية بنسبة «100%» في جنوب السودان ونأمل ايضا ان تلتزم الاحزاب والمرشحون والناخبون بالموجهات الصادره من المفوضية، وبنبرة مليئة بالثقة قال سلفا « انا متأكد من الفوز بهذه الإنتخابات على مستوى الرئاسة في الجنوب». وكان النائب الاول لرئيس الجمهورية ومرشح الحركة الشعبية لحكومة الجنوب قد وضع احدى بطاقات الاقتراع خطأ في الصندوق الغير مخصص لها. الإعلام في كل مكان ما يلفت الانتباه حقا التواجد الكثيف لوسائل الاعلام المختلفة وخاصة الاجنبية «الوسائل المرئية والمسموعة» بجانب وكالات الانباء وبعض الصحف المحلية والتي غاب عدد كبير منها في جنوب البلاد لتغطية السباق الانتخابي والصحف الموجودة هي « الصحافة آخر لحظة الخرطوم « بجانب صحيفة الاخبار من خلال مكتبها الصحفي بجوبا.غداً تفاصيل أوفى.
