حرصت على حضور اليوم الأول للانتخابات بالجزيرة وتحديداً بمسقط رأسي قريتنا الهادئة مجمع قوز الناقة وعَايشت وَسَط أهلي كل ما صَاحب العملية الانتخابية قبل وبداية الاقتراع من تنوير للناخبين وشرح كامل قام به إمام مسجدنا الأستاذ الشيخ النعمان عبد الله، ولا ابالغ اذا قلت لكم إنني اكتشفت نفسي مثل (خلف الله) خاصةً في الدوائر النسبية التي لم أكن أفهمها..! كان حرصي على الذهاب الى هناك حتى أقارن ما كان يحدث في السابق في مثل هذه الانتخابات ونحن صغار من مُشاحنات حتى بين أبناء الأسرة الواحدة قد تصل إلى حد المقاطعة، وما بَين التلاعب الذي كان يصل إلى مرحلة السماح لشخص بالتصويت أكثر من مرة، نيابة عن آخرين بأسلوب لا علاقة له بالديمقراطية والامانة. واشهد ان ما رأيته من ضوابط ونزاهة وشفافية وحماس من الشباب والشيب من الجنسين في مركز قريتنا الذي يضم قرابة المليوني نَاخب في الدائرة السابعة الشمالية الغربيةالحصاحيصا لم أشاهده في أيِّ انتخابات ماضية بعد أن التزم الجميع بالضوابط وعلى رأسها الوقوف على بُعد خمسين متراً من مركز الاقتراع وعدم الهتاف بأي حزب أو مرشح مع إقبال كبير وبحماس، وبعد ان وفّر ممثلو المفوضية مناخاً طيباً للعمل. واعتقد أن ما حدث في قريتنا حدث في كل القرى والمدن في بلادنا وقد وقفت على ذلك امس في مركز جبرة بالخرطوم الذي مارست فيه حقي الدستوري في الانتخاب وهو دليل على أن الشعب السوداني قدم تجربة نموذجية في الممارسة الديمقراطية لم تحدث في أي بلد من بلدان العالم حتى التي تدعي الحرص على الديمقراطية وهي أبعد عن ذلك.! إنّنا مُتفائلون بواقع جديد لوطن جديد يعيش أهله في الهواء الطلق دون قيود ينعم بالنماء والرخاء. نَحلم بعد إعلان النتيجة أن تسود الروح الرياضية الجميع بأن يتقبل الخاسر النتيجة وأن لا تهز الخاسر الهزيمة، وأن لا يبطر الانتصار من نال شرف الفوز، وأن يتكاتف الجميع من أجل بناء دولة السودان العظمى. سلام يا أشرف الأوطان