تحديات عديدة تنظر الحكومة المقبلة بعد أن أكملت العملية الانتخابية وظهرت النتائج الاولية التى تشير الى سيطرة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على كافة المستويات. ويرى كثير من الخبراء الاقتصاديين ان قضية الاستفتاء والمحافظة على وحدة البلاد التى تأتي ضمن اولويات المرحلة المقبلة بالاضافة الى المحافظة على موارد الدولة المتمثلة فى النفط والذي يعتبر المكون الرئيسي للموازنة بنسبة تفوق ال (60%) من اهم التحديات التى ستواجه الحكومة الجديدة منذ تشكيلها، كما ان هنالك العديد من التحديات منها معالجة مشكلة البطالة والفقر واحداث التنمية المتوازنة فى الريف والمدن. ---- الدكتور عادل عبد العزيز الباحث والخبير الاقتصادي قال إن أهم تحد امام الحكومة المقبلة الحفاظ على وحدة السودان وفق الاستفتاء المقرر فى نوفمبر المقبل والابقاء على السودان موحداً مبيناً بأن هذا الامر يتطلب وضع برنامج تنفيذي يحوي الجوانب الاقتصادية والسياسية لتعزيز الوحدة، وقال إن من المهام المنتظرة للحكومة الجديدة الوفاء بتعهدات الاحزاب الفائزة بمطلوبات الجماهير التى ظهرت من خلالها فى الحملات الانتخابية الى جانب الاهتمام بحل مشكلة البطالة والسيطرة على الاسعار وتحسين الخدمات الصحية والتعليم وتوفير مياه الشرب النقية وغيرها من الخدمات بالتركيز على القرى. ويقول بابكر محمد توم الخبير الاقتصادي إن أكبر تحدٍ بعد الانتخابات يتمثل فى استكمال المشروعات الكبيرة والاهتمام بالريف، واضاف ان المرشحين للمواقع التشريعية والتنفيذية المختلفة وخلال جولاتهم فى حملاتهم الانتخابية تكشفت لهم حالة الفقر الشديد فى القرى ونقص الخدمات فى كثير من المناطق والقرى المختلفة، موضحاً بأن على الحكومة المقبلة الاهتمام بالريف وحل مشكلة الفقر وتوفير الخدمات وشدد التوم على ضرورة الاهتمام بالنهضة الزراعية والاهتمام بزيادة وادخال المحاصيل الزراعية والتقانة الحديثة وتوفير وزيادة التنوع للدخول فى الصادر العالمي من خلال ايجاد منتجاتنا الخاصة وتمزيق فاتورة الاستيراد من المنتجات الزراعية بدل الاستيراد لمنتجات تزرع محلياً مشدداً على ضرورة ان يكون هنالك التزام سياسي لبرنامج النهضة الزراعية. ووصف بكري يوسف الامين العام لاتحاد اصحاب العمل السوداني المرحلة المقبلة بالمهمة والمفصلية فى تاريخ السودان من خلال المحافظة على وحدة البلاد والعمل قبل الاستفتاء لجعل خيار الوحدة جاذبة من خلال تنفيذ المزيد من المشروعات التنموية والخدمية لإنسان الجنوب وتوطين الاستثمارات ونقل رأس المال الوطني الى الجنوب وربط الشمال مع الجنوب اقتصاديا بصورة اكبر وتشجيع القطاع الخاص بزيادة انشطته فى ولايات الجنوب وفتح البنوك. واشار الى اهمية المواصلة فى عملية الاستقرار الاقتصادي واستيعاب رؤى النهضة الزراعية والتحول نحو استقطاب المزيد من الاستثمارات داعياً الحكومة الجديدة لحل العقبات كافة التى كانت تحول دون زيادة الاستثمارات وحل مشكلة الأراضي فى الولايات المختلفة لانها من معوقات تدفق الاستثمارات. ويؤكد غريق كمبال نائب رئيس اتحاد المزارعين على أهمية المواصلة فى تنفيذ برنامج النهضة الزراعية بصورة أكبر واشمل بحيث يتم إنقاذ المشاريع الكبيرة كمشروع الجزيرة والمشاريع المروية فى الولايات الشمالية والاستفادة من سد مياه مروي لري مساحات كبيرة بطريقة علمية داعيا الحكومة الجديدة لتوطين القمح وفق دراسات بعيدة عن الجهوية وبطريقة علمية مدروسة والاهتما م بالمشاريع المطرية خاصة (وان غالبية سكان السودان يعتمدون فى معيشتهم على الزراعة المطرية). ويرى المراقبون الاقتصاديون أن كل هذه التحديات والإشكالات المحلية تتطلب التنسيق مع القطاعات المختلفة كافة للوصول بالبلاد الى بر الامان من خلال برامج مدروسة بشكل علمى. ويرون ان هناك أهمية للقيام بعمل دبلوماسى على المستويين الاقليمى والعالمي وأن يكون هنالك دور خاص مطلوب من الدول العربية، ودول الخليج بصفة خاصة.