كثيرون أكدوا أن شكل «الصحافيين» تغير كثيراً عن الأمس، فبعد أن كان «الصحافي» قديماً لا يحتاج لأكثر من حقيبة صغيرة لحمل متعلقاته من الأقلام والكتب.. صار اليوم يحمل حقيبة أكبر وربما أثقل، وهو يتجول بجهاز الكمبيوتر المحمول أو ما يعرف ب«اللاب توب».. لا شك أن ذلك نوع من التطور والعبور نحو مصاف الصحافة الحديثة، التي صار العمل الضاغط والسرعة أبرز مقوماتها. وبين هذا وذاك تلوح في الأفق معركة مرتقبة ما بين «القلم» الذي أصبح للصحافي رمزاً وأداة مقدسة وما بين اللاب توب الحديث الذي يسعى لإقصائه وتحويله للمعاش الإجباري.. وهذا ما أكد عليه عدد من الصحافيين الذين أشار بعضهم الى ضرورة التعامل عبر الأجهزة التكنولوجية أسوة بدول العالم التي خاصمت القلم منذ وقت طويل.. واستعاضت عنه بلمسات «حانية» على ماوس اللاب توب تكفي لإدراج ما يلزم من تعليق أو خبر. وبالمقابل نجد أن الشركات العالمية لتصنيع تلك الأجهزة، أغرقت الأسواق في الآونة الأخيرة بمختلف الأنواع من الأجهزة، بل أصبح امتلاك هذا الجهاز يسير جداً ومن السهولة بمكان، حتى عبر «الأقساط» المريحة، وكل تلك عوامل من شأنها أن تؤكد أن ذلك الجهاز التكنولوجي الحديث قد يجبر القلم على النزول للمعاش الإجباري من عرش الصحافة السودانية.