خلافاً لما تشهده الاسواق من حالة ركود هذه الايام بسبب الانكماش الاقتصادي وشح السيولة وتداعيات العملية الانتخابية ، شهد سوق مواد البناء انتعاشا ملحوظاً . وكشفت جولة ل(الرأي العام) بأسواق مود البناء والمغالق عن تزايد في الطلب علي مواد البناء خاصة في المناطق الطرفية بالولاية،وعزا تجارمواد البناء واصحاب المغالق تزايد القوة الشرائية مع اقتراب فصل الخريف، الأمر الذى دفع الكثيرين للعمل على اكمال عمليات البناء والترميم والصيانة . وأكد العديد من التجار التقتهم (الرأي العام) انه بالرغم من الانتعاش الذي ساد حركة السوق منذ بداية شهرابريل الجاري الا ان اسعارالكثيرمن المواد لا تزال تحافظ على ارتفاعها وان الزيادة في بعض الاسعارناتجة عن الزيادة في السوق العالمي لمواد البناء وارتفاع تكاليف النقل والترحيل بجانب التعافي الذي شهدته اقتصاديات الدول من الازمة المالية العالمية. ويقول غلام الدين داؤود صاحب مغلق بمنطقة الصالحة بامدرمان ان السوق يشهد تحسنا ملحوظا في الآونة الاخيرة بعد حالة الركود التي سادت منذ الخريف الماضي. واضاف غلام ان سوق مواد البناء مرتبط بصورة كبيرة بالظروف المناخية لاسيما فصل الخريف وتابع :(المناطق الطرفية بولاية الخرطوم يمثل الخريف بالنسبة لها تحديا كبيرا بالرغم من محدودية دخل الموطنين الا انهم يعملون على تأمين المسكن). واشار غلام الى ان هناك زيادة في اسعاربعض المواد ارجعها الى ارتفاع الاسعار عالميا خاصة الحديد والاسمنت، مبيناً ان اسعارالأسمنت تتراوح بين (600-680) جنيهاً باختلاف الماركات المحلية والعالمية، فيما تتأرجح اسعار السيخ بين ( 2100 إلى 2350) جنيهاً حسب الحجم والسمك. وفي ذات السياق يقول الطاهرمكرم صاحب مصنع للطوب البلك بنفس المنطقة ان السوق بدأ يستعيد عافيته بعد فترة ليست بالقصيرة من الركود وأضاف مكرم: ان الخسائرالتي تعرض لها الكثيرون في اطراف الخرطوم من جراء الامطارفي السنوات الاخيرة دفعتهم للبحث عن بدائل في مجال البناء تتميزبالقدرة على مغالبة الظروف المناخية مما ساعد في انعاش سوق الطوب البلك ،وتوقع مكرم ان تشهد الايام المقبلة وحتى بداية الخريف المزيد من الحراك مبيناً ان اسعارالطوب البلك تتراوح بين (1700-1850) جنيهاً للالف متضمنة الترحيل. الى ذلك استهجن العديد من المواطنين فى حديثهم ل (الرأي العام) بأسواق مواد البناء والمغالق من الارتفاع المفاجئ للاسعارمتهمين التجار باستغلال الظروف والعمل على افتعال الندرة، وأضافوا انه من المستغرب أن تجد هناك سعراً مستقراً لسلعة ما في السودان. ويقول عمارادريس مواطن بمنطقة الفتيحاب بامدرمان انه تفاجأ بارتفاع الاسعاربصورة مبالغ فيها ،خاصة الارتفاع الجنوني لأسعار السيخ والاسمنت التي تصل نسبة بعضها الى اكثرمن (50%)، داعياً الدولة للعمل على دعم اسعارمواد البناء واعفائها من الجمارك والعوائد باعتبارها من اكثرالقضايا والمشاكل التي تشكل عبئا ثقيلا على كاهل المواطنين خاصا الضعف في اطراف المدن.