انشغل المجتمع المصري خلال الاسابيع الماضية بارتفاع أسعار اللحوم التي قفزت بصورة جنونية ليبلغ سعرالكيلو نحو (80) جنيهاً، أى (15) دولاراً مقارنة بأسعار تراوحت في حدود ال(50) جنيهاً مما دفع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الى العمل على وضع معالجات لكبح ارتفاع الأسعار بضبط الأسواق وفتح الاستيراد للماشية واللحوم من الخارج. ويرجع المراقبون أزمة ارتفاع اللحوم بمصر الى ارتفاع الاستهلاك السنوي لمصر في السنوات الأخيرة بصورة مطردة ليرتفع الاستهلاك من (794) ألف طن في العام 2001 الى أكثر من (1.219) ألف طن في العام الحالي ،حسب توقعات المراقبين مما ادى الى وجود فجوة كبيرة تقدر ب (269) ألف طن في هذا العام بنسبة تصل الى (40%) من الاحتياجات، فضلا عن جشع التجار والجزارين في رفع الأسعار، فيما تشير بعض التقارير الى ان أزمة اللحوم المصرية جاءت بسبب استيراد بعض الموردين للحوم غير مطابقة للمواصفات العلمية للاستهلاك البشري بجانب توقف الاستيراد من بعض الدول الاوروبية بسبب مخاوف مرض جنون البقر إلاّ أن وزارة الزراعة المصرية على لسان وزيرها أمين اباظة أكدت ان اسباب الأزمة تعود الى جشع التجار والجزارين في تحقيق ارباح سريعة. ارتفاع أسعار اللحوم في مصر أثار عدداً من الاسئلة عن امكانية تأثيرها سلباً أو ايجاباً على سوق الماشية على مستوى الاقليم الذي يمثل السودان احد اهم المؤثرين فيه لما يملكه من امكانيات كبيرة في سوق الماشية تقدر ب(140) مليون رأس، وكان السودان قد وقع اتفاقيات في مطلع العام الحالي لتصدير عشرة آلاف رأس من الماشية والفي طن من لحوم الابقار الى مصر. وأكد د. محمد عبد الرازق - وكيل وزارة الثروة الحيوانية والسمكية - ان الاتفاقيات جاءت تفعيلا للاتفاقيات المشتركة في مجال الثروة الحيوانية مؤكدا استعداد السودان لسد فجوة العالم العربي من اللحوم الحمراء. يذكر ان السودان استأنف منذ نهاية العام الماضي صادرات الماشية الى الدول العربية وفق الاتفاقيات التي ابرمت بين السودان والبلدان المصدر لها. ويقول صديق حدوب - الأمين العام لشعبة مصدري الماشية - إن أزمة ارتفاع الأسعار بمصر ليس لها تأثير على سوق الماشية السوداني نسبة لعدم تطبيق الاتفاقيات المبرمة في مجال تصديراللحوم الى مصر. وحمل حدوب في حديثه ل (الرأي العام) الجانب المصري عدم تطبيق ما عليه من التزامات مبيناً ان الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة السودانية مع مصر في مجال التعاون للاسهام في سد النقص المصري في الماشية لم تجد حظها من الجدية من الجانب المصري، واصفاً الجانب المصرى بعدم الجدية. وأشار حدوب الى ان الجهات المصرية التي تعمل على الاستيراد من السودان حاولت التأثير في الأسعار بغية تخفيضها عبر وسائل مختلفة بأقل من أسعار التكلفة مما اعاق العمل في هذا المجال. واوضح ان المستورين المصريين عمدوا الى التقليل من الكفاءات السودانية العاملة في المجال مما ولد عدم ثقة بين الطرفين واعاق سير العمل بصورة ايجابية . وقال حدوب إن اتحاد مصدري الماشية مستعد لتلبية أي طلبات من كافة الدول لاسيما الدول التي تتمتع بعلاقات أزلية مع السودان كجمهورية مصرالعربية وطالب الجانب المصري بالعمل على تزليل العقبات الاجرائية المعقدة واثبات الجدية في العمل لتحقيق الأهداف المرجوة، وقال ما لم تزل العقبات في الجانب المصري فإن العمل لن يسير الى الأمام.