جمع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى زعماء لبنانيين متنافسين امس الجمعة لكسر جمود الأزمة السياسية لكن الفرص تبدو ضئيلة في امكانية حدوث انفراجة. وعقد الاجتماع في مجلس النواب بين موسى وزعيم التحالف الحكومي المدعوم من الغرب سعد الحريري والزعيم المسيحي المعارض ميشال عون وهو الاول من نوعه منذ منتصف يناير. وشارك في الاجتماع الرئيس اللبناني السابق المناهض لسوريا امين الجميل. ويجري الاجتماع في ظل تزايد التوتر بين الغالبية المناهضة لسوريا والمعارضة التي يتقدمها حزب الله والذين يخوضون صراعا منذ اكثر من عام في اسوأ ازمة سياسية تعصف بالبلاد منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. ومما يعمق الازمة الانقسام بين اتباع زعماء الطوائف حيث شهدت البلاد اسوأ عنف في الشوارع منذ الحرب الاهلية شل عمل الحكومة وترك البلاد بلا رئيس.وفشلت محاولات موسى السابقة فيما بدت الحرب الكلامية بين الفرقاء المتنافسين وكأنها تقلص فرص التوصل الى اي حل سريع. ودعي اعضاء مجلس النواب الى انتخاب الرئيس الاثنين لكن الانتخاب يبدو غير متوقع دون اشارات على حدوث تسوية. ووافق الزعماء المتنافسون على ترشح قائد الجيش العماد ميشال سليمان لمنصب الرئاسة لكن انتخابه ظل معلقا بسبب الخلاف على شكل الحكومة الجديدة بعد انتخابه. وتطالب المعارضة المدعومة من سوريا وايران بتوزيع الحقائب الوزارية بالتساوي او الحصول على حق النقض (الفيتو) لكن المطلبين تم رفضهما من قبل الموالاة المدعومة من الولاياتالمتحدة وفرنسا والسعودية. وقال عون لصحيفة الاخبار المؤيدة لسوريا لعبة الارقام هي لعبة احتيال هدفها حذف حقوق للمعارضة وهو أمر مرفوض مسبقاً ولن نقبل بأي صيغة مبهمة. واضاف أخشى أن تكون مهمة موسى هي لختم ملف المبادرة وهو يريد مخرجاً لاعلان أن فريقاً عطّل المبادرة وأنه يسعى الى تحميل المعارضة هذه المسؤولية. وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في اواخر يناير قال موسى ان الغالبية المناهضة لسوريا ابدت مرونة في التوافق على صيغته الاولية لتشكيل الحكومة التي تمنح الموالاة 13 مقعدا اي اكثر بثلاثة مقاعد من المعارضة. ومنذ زيارة موسى الاخيرة تصاعد التوتر وادى الى مقتل سبعة شبان شيعة يحتجون على انقطاع الكهرباء. وتم توقيف ثلاثة ضباط وثمانية عسكريين من الجيش اللبناني بسبب اطلاق النار في اخر يناير. ويقول محللون ان حادثة اطلاق النار قد تقوض فرص سليمان لانتخابه رئيسا. ويقول بعض المحللين انه دون اي تسوية معروفة فان الازمة قد تطول لمدة اشهر او حتى موعد الانتخابات البرلمانية في العام المقبل.