ولاية الخرطوم التي تستقبل يومياً «05» أسرة من الولايات الاخرى حرى بها ان تطور خدماتها وتتوسع فيها حتى تستوعب هذا الكم الهائل من المواطنين. ومحلية الخرطوم وهي اكثر المحليات تحملاً لهذا العبء الكبير اذ تقع في مساحتها كل الوزارات وتحتضن بين جنباتها الحكومة الاتحادية بمؤسساتها الاخرى ثم السفارات والبنوك ومؤسسات القطاع الخاص وهي الاولى بان ترتقى بخدماتها وبنياتها التحتية ليكون طابعها التميز والتفرد والتجويد حتى ترتقي لمصاف عواصم البلاد الاخرى. ويبدو ان حكومة الولاية والمسؤولين بمحلية الخرطوم على وجه الخصوص انتبهوا لهذه الخصوصية وهذا التحدي الاكبر الذي يجب ان يوازن بين التوسع في الخدمات وجودتها وتميزها. لذا كان جهدهم متواصلاً واتصالاتهم ببيوتات الخبرة وشركات التمويل لم تنقطع اذ ان التمويل دائماً كان يقف حجر عثرة امام تنفيذ خططهم وبرامجهم حتى توفر لهم مبلغ «05» مليون جنيه تم تخصيصها لتشييد مدارس باحدث التقنيات ثم انارة الطرق والمقابر وتشجير الميادين وترقية الأسواق. وبالأمس تم توقيع عقودات مع شركات مقتدرة مالياً وفنياً لانفاذ هذه المشروعات ضمن خطة المحلية للعام 0102م. ووسط حشد كبير من القيادات بالولاية ومحلية الخرطوم واللجان الشعبية والشركات المنفذة للمشاريع تم بقاعة الصداقة توقيع العقودات المبدئية لتشييد وتأهيل «61» مدرسة اساس بتكلفة «643.902.61» جنيهاً بمستويات متميزة ومواكبة للتطور التعليمي العالمي على ان يشمل ذلك فصولاً بأثاثات جيدة ومعامل دراسية ومكتبة وحدائق وملاعب كرة وتدبير منزلي للبنات اضافة للمظلات الخارجية ومواقف للسيارات والاستقبال. ومن الشروط ان تشيد المدارس بطوابق متعددة. وبما ان التشجير والخضرة من المميزات الاساسية للعواصم الحضرية كما انه يخلق متنفسات جديدة ويحافظ على البيئة ثم التوقيع على عقد مبدئي مع عدد من الشركات لتشجير تسعة ميادين في مساحة «03547» متراً مربعاً بجملة مالية قدرها «665.153.374» جنيهاً وتأهيل حدائق 6 أبريل بمبلغ «759.619.71» جنيهاً. ايضا الانارة تمثل رونق المدينة الحضارية وتسهم بقدر كبير في استتباب الامن وسهولة الرقابة الشرطية بالاحياء كان هذا المشروع من اهتمامات محلية الخرطوم فتم توقيع عقودات مبدئية مع شركة ميتاش لانارة «9» طرق و«31» ميداناً و«6» مقابر بتكلفة «519.029.081» جنيهاً و«254.046.1» جنيهاً و«511.423.72» جنيهاً على التوالي. وحتى تؤمن محلية الخرطوم بنياتها التحتية بتوفير المعابر للمصارف الفرعية للامطار وتعزز اسطولها بآليات جديدة وقعت عقودات مع شركات مقتدرة بتكلفة «44.054.1» جنيهاً. وفي محور ترقية الاسواق وقعت عقودات مع شركة المهاد الهندسية لاعادة تأهيل مشروع مجمع ابراج السجانة بتكلفة «715.195.3» جنيهاً. وقال محمد المصطفى المدير التنفيذي بالمحلية ان هذه المشروعات بعد ان اجازها المجلس التشريعي تم طرحها في عطاءات عبر القنوات الرسمية ومن ثم اجريت عملية الفرز بكل شفافية وحينما رسى العطاء على هذه الشركات حرص على ان يحضر عدد كبير مراسم التوقيع ليكونوا شهوداً عليها وليراقبوا التنفيذ. وأشار الى وجود مشروعات اخرى سيتم انفاذها تباعاً خدمة لانسان المحلية. فيما ذكر عثمان ميرغني رئيس المجلس التشريعي بالولاية ان المجلس التشريعي ظل يقدم الخطط للإرتقاء بالخرطوم التي تعتبر قبلة كل المواطنين بالولايات الاخرى، ولكن كنا نصطدم بشح الامكانيات وكنا قد اصدرنا قرارا في المجلس بعدم السماح ببناء مدرسة جديدة إلا وان تكون متعددة الطوابق والآن هذه المدارس التي وقع عقدها ستكون نموذجاً لمدارس الولاية فهي سميت بمدارس المستقبل وستتوافر فيها كل الصفات الجمالية، ونثمن هذا الجهد ومازلنا نطالب بالمزيد كي تعم الخضرة والجمال كل ولاية الخرطوم وتنار طرقها وميادينها فذلك يزيدها جمالاً ويحافظ على امن مواطنيها. عثمان البشير الكباشي معتمد المحلية كان أكثر سعادة وحماساً لتنفيذ مثل هذه المشروعات ويعتبر ان المحلية تلزمها جملة من الخدمات النوعية المميزة ليس لسكانها بل للسودان كله فهي تمثل العاصمة. لذا المطلوب المزيد من الاجتهاد حتى نحقق طموحاتنا لتكون عاصمة متميزة ومتفردة. وقال ان هذه الجهود لم تكن وليدة اليوم بل هو جهد متصل قام به من سبقونا في المحلية فكان ثمار جهدهم مانحصده اليوم. وابان ان الجهود التي بذلت لتوفير مبلغ ال«05» مليوناً شاركت فيها جهات عديدة وتلاقحت الافكار والرؤى حتى وصلنا لاعداد خطة هذه المشروعات والتي بلغت تكلفتها ثلاثة اضعاف ما صرف على التنمية خلال الأعوام السابقة. مشيراً الى ان أهم هذه المشروعات مدارس المستقبل التي نريد ان نرتقي بها لتنافس ليس المدارس الخاصة فحسب بل ان تتوافر فيها المعايير العالمية والمتطلبات العلمية من معامل علمية ومعامل حاسوب وحدائق ومناشط اخرى. وابان ان في الخطة السابقة انشاء «42» مدرسة نموذجية والآن اضفنا مدارس اخرى لتكون الجملة «03» مدرسة نموذجية بالمواصفات العالمية وخصصنا «04%» من التمويل للمدارس لان في تقديرنا ان بناء الانسان من اولوياتنا والاطفال في سلم هذه الاولويات، وأكد ان كل المشروعات التي تم التوقيع عليها مهمة، لذا قصدنا أن نحشد هذا الجمع ليكونوا شهوداً عليها ومن ثم يكونوا رقيبين عليها حتى نضمن نجاح هذه المشروعات وانفاذها بالصورة المطلوبة لذا كونا لجاناً استشارية اشركنا فيها كل الجهات ونريد ان يشارك فيها المجتمع ليتابعها ويراقبها بدقة.