رفضه للمشاركة في مسلسل «أمير الشرق» أثار عدداً من التساؤلات، لكن الرجل لزم الصمت طويلاً، ورغماً عن حماسه للمشاركات في المهرجانات الخارجية، إلا أن عبد الحكيم الطاهر لم ير في العمل ما يثير حماسة المشاركة فيه، وكذلك له رؤيته الخاصة تجاه الدراما السودانية، والآن يقوم بنشاطات واسعة في غرب دارفور بمدينة الجنينة، لتدريب ثلاثين شاباً وشابة على فنون التمثيل.. إذن هذه المحاور وغيرها طرحناها على الأستاذ عبد الحكيم الطاهر.. فلنتابع معاً تفاصيل ما دار بيننا.. ? ترددت أخبار عن رفضك للعمل في مسلسل «أمير الشرق».. ترى ما هي الأسباب..؟ - أي عمل أو دور لا يتوافق مع شخصيتي وامكانياتي لا أوافق عليه.. ? هل رأيت في الدور ما يقلل من امكانياتك..؟ - نعم.. الدور الذي اسند الىَّ لا يتوافق معي كانسان له خبرة مثل خبرتي، وهو دور فطير للغاية.. لذا رفضته تماماً ودون نقاش.. ? هل الشراكة التي تمت في العمل لها أثر على هذا الرفض..؟ - أبداً، فالاحتكاك وتبادل الخبرات، وكذا العمل مع فنانين كبار بكل تأكيد له نتائجه الايجابية لكل من شارك في العمل، لكن كما قلت إن الدور لم يكن يلائمني.. ? مشاركاتك تواصلت في عدد من المهرجانات الخارجية، هل الهدف منها كان (الاحتكاك وتبادل الخبرات)..؟ - الحراك الذي يحدث أثناء المهرجانات، يصبح تبادل الخبرات معه أمراً طبيعياً، لكن هذا لا يغنينا عن المنافسة لنيل الجوائز، فنجود أعمالنا بالقدر الذي تصبح معه عالمية وقادرة على المنافسة.. ? إذن لابد أنك نلت عدداً من الجوائز في هذه المهرجانات..؟ - منذ فترة دراستي وأنا أحصد الجوائز، فكانت جائزة الطالب المتفوق بمعهد الموسيقى أولى جوائزي، وجائزة أحسن ممثل وأحسن مخرج في مهرجان المسرح السوداني، وخارجياً كانت جائزة العرض المتميز في مهرجان الشباب الصم والبكم باسبانيا. ? المراقبون يرون أنك مقل للحد البعيد، رغم امكانياتك كممثل ومخرج..؟ - شاركت بالتمثيل في أكثر من ثلاث وعشرين مسرحية منذ العام 8791 وحتى 4002م وكذلك أكثر من عشرة مسلسلات تلفزيونية، وأكثر منها اذاعية.. و.. = مقاطعة= ? عفواً استاذي.. نتحدث عن الفترة الأخيرة..؟ - حالياً أقوم بالاشراف على مسرح السلطان تاج الدين بمدينة الجنينة، وأقوم بتدريس ثلاثين شاباً وشابة فنون التمثيل، وبخصوص الاخراج قمت مؤخراً باخراج مسرحية من تأليف د. جمال الدين، تحمل اسم «الصفحة قبل الأخيرة». ? وكيف تنظر لواقع الدراما السودانية..؟ - حالياً لا توجد دراما حقيقية.. بل هنالك تخبط عشوائي، فمعظم صناع الدراما لا يهتمون بالفن كرسالة سامية، بقدر اهتمامهم من تحقيق مصالح ذاتية ضيقة للغاية. ? ألا يمكن أن يصبح هناك اتحاد للدراميين للنهوض بمستوى الدراما..؟ - الاتحاد المنوط به ذلك هو اتحاد المهن التمثيلية الذي تنضوي تحت لوائه كافة التخصصات الدرامية، من تأليف واخراج وتمثيل، وتصميم، وديكور وحتى الأزياء، وربما تشتت جهوده بين مختلف هذه التخصصات، لذا ارتأى البعض اقامة اتحادات خاصة بهم، كمثال، اتحاد التمثيل، وربما على المدى البعيد يسهم ذلك في النهوض بمستوى الدراما.. ? وماذا ترى من أسباب لتدهور الدراما عدا ذلك..؟ - الأسباب كثيرة منها قلة الانتاج الدرامي، وموسميته، وكذلك عدم وجود سوق للدراما السودانية غير تلفزيون السودان، مما يحدد كمية وكيفية العمل الدرامي المنتج.. ? عملت رئيساً لشعبة التمثيل بكلية الموسيقى والمسرح، والآن انت رئيس لشعبة الاخراج المسرحي، ما هي رسالتك تجاه أبنائك الدارسين..؟ - دوماً أوصيهم بالابتعاد عن التفكير في الوصول السريع للجمهور، وكذلك التأني في الأعمال وتجويدها، والإلمام بمختلف الثقافات السودانية والتسلح بالعلم والمعرفة لمجابهة واقع الدراما الحالي.. ? وهل ترى بوادر للنجاح تلوح في الأفق..؟ - بإذن الله نأمل في غدٍ أفضل بكل تأكيد للدراما السودانية، حتى نخرجها من محليتها إلى آفاق أرحب من العالمية..