جلست تحدثها بهمس يكاد يخفي حروفه تحت ذلك الخوف من المجهول.. «س» قالت ل«نعمات» وما الحل؟ بعد وصايا لم تترك ثغرة إلا وقالت لها: «سر، سر». و«س» التي أعرفها عاشت قصة حب امتدت لعامين كانت نموذجاً للعلاقات العاطفية التي لا تشوبها شائبة أو شيء يشار به اليهما بالسوء، طوال ساعات الدراسة الجامعية وحتى موقف المواصلات.. وبعدها عبر النقال، احلام ترسم على سطح المشاعر واماني تحلق لتحرس ايام الانتظار.. لم يقترب منها.. وهي لم تعطه الفرصة، حتى اذا كان ذلك اليوم، اصبح الشيطان ثالثهما. لكنهما كانا على دروب الثقة بالعهد الذي بينهما ان يكللا حياتهما بالرباط المقدس. ولكن كما يقولون البنت أكثر وساوساً كان هذا الأمر يقلق «س» .. انها تريد ان تعيد ما أفسدته الثقة فاحياناً الثقة تكون مصدر ضرر.. تريد ان تعيد لنفسها ما فقدته وتسد الباب، ربما يغادر حياتها في غفلة، ربما يحق المثل الشعبي المصري «يا مأمن الرجال.. يامأمن الميه في الغربال»، وكاد ذلك يطيح بحياتها..و«س» التي أعرفها أمينة على عهدها مع «ه» الذي كان يريد ان يكفر عن خطأه.. ولكن إمكانياته تقف حائلاً دون اتمام حلمهما، و«إنعام» التي وجدت الحل ولكنها ربما لا تستطيع حمل أمانة السر.. وضعت يدها على الطريق الذي سيجعل من «س» تصل الى إجراء العملية الجراحية..ولكنها كانت تقول لها: مهما كان نجاحها فهي فاشلة: «انتما الاثنان تعرفان السر» حتماً سيسألك كيف فعلتيها؟ وسيبدأ الشك بينكما قد يقول: انت فتاة ذات تجارب ومهما يكن. فهو ما سيؤرق حياتكما المشتركة». الشك جعل خيوطه العنكبوتية تلتف حول العلاقة بين «س» و«ه» حتى بعد إقترانهما رسمياً.. هل ما إرتكباه من خطأ يمكن ان يقود أحدهما إلى خيانة الآخر؟ وهل هنالك ما هو مخفي داخل كل منهما عن الآخر؟ الشك وإهتزاز الثقة بين الشريكين ربما يؤدي الى نهاية الحياة بينهما! الباحثة الإجتماعية نهلة حسن بشير قالت لنا: الكثير من العشاق يخطئون لانهم كثيراً ما يختلون ببعضهما البعض فيكون الشيطان ثالثهما.. والخطأ مشترك بين الطرفين .. لذلك يفترض ألا يعاقب الشاب الفتاة على ما ارتكبته من خطأ.. بل عليهما القيام بتصحيحه خاصة اذا كانا واعيين وقادرين على معالجته بالاقتران.. وهذا يجب ألا يؤثر على حياتهما الجديدة، بل عليهما ان يرميا به الى النسيان وتضيف: انه حينما يحدث ذلك في مجتمعنا السوداني فان الشاب سرعان ما يترك الفتاة تواجه مصيرها لوحدها لان الشاب كثير الشك ويتوقع ان تخونه، هذا لا ينفي ان البعض الذي اخطأ مع فتاته قبل الزواج، عاد وتزوجها وهم يعيشون حياة زوجية سعيدة، ونصحت الشباب ألا يرتكبوا مثل هذه التصرفات والإبتعاد عن «الخلوات» حصانة للنفس وصوناً لعفاف الشابات.