ضربت الإسهالات المائية الاسبوع الماضي أجزاء واسعة من الولايات خاصة الجزيرة، وسنار والنيل الأبيض والقضارف وكسلا. وأوضحت مؤشرات تفشي المرض حدوث «400» حالة في مدينة المناقل، وتستقبل مستشفاها والمراكز الصحية يومياً بين «15 - 30» حالة، وفي مدينة كوستي تقع «30» إصابة جديدة يومياً، وفي سنار انحسرت الى «3» حالات مقارنة ب«300» حالة بداية ظهور المرض، وفي الكاملين لم يتم رصد الحالات، ومعظم الحالات يتم إسعافها، وتستجيب للعلاج ونسبة الدخولات قليلة. وأكدت مصادر طبية ان معظم الإسهالات المائية أو الدوسنتاريا تتركز في الأحياء الطرفية التي تواجه تدنياً في صحة البيئة ونقص الإمداد المائي الآمن. وأكد المختصون في مجال الأوبئة أن الاسهالات المائية ليست وبائية -أي- ليست كوليرا. لأن الكوليرا قاتلة وتسبب الوفاة بنسبة «10 - 15%» من المصابين ، وبالرغم من الجهود التي تبذل فإن الإصابة بالكوليرا تتسبب في إسهالات وقيء حاد لا يستجيب للعلاج بسهولة، ويمكن للطبيب دون فحوصات تشخيص حالات الكوليرا، وأكد المختصون وخبراء الأوبئة ان ظهور الإسهالات في أجزاء واسعة في عدد من الولايات سببه ركود مياه النيل في الصيف وكثرة تناول المانجو وزيادة كثافة الذباب وشرب المياه والأطعمة الملوثة ونقل المياه عبر عربات الكارو أو في أوعية ملوثة. وأكدت السلطات الصحية بولاية الجزيرة ان عدد الحالات المبلغ عنها «208» إصابات بالإسهال المائي والنزلات المعوية في مدينة المناقل، وتم إسعاف «200» حالة و«8» حالات محتجزة ويتم علاجها عبر المحاليل الوريدية. وفي محلية الكاملين اكدت السلطات ان الحالات غير مزعجة ولا توجد وفيات. وأكد مصدر طبي بمحلية المناقل أن أسباب الإصابات حتى الآن غير معروفة وتستقبل المستشفى «51-03» إصابة وتظهر الحالات وتختفي ولا توجد وفيات. د. أبوبكر محمد توم مدير عام وزارة الصحة بولاية سنار قال ل«الرأي العام» منذ حلول الصيف ظهرت مؤشرات بحدوث إسهالات ووضعت الوزارة خطة عبر ثلاثة محاور هي الإصحاح البيئي، ورش الذباب وكلورة المياه، خاصة عربات الكارو، ففي اليوم يتم كلورة «90» برميلاً. ويقول تم عمل شراكة مع المحليات لتنفيذ الأنشطة ومكافحة الإسهالات وحالياً انحسرت الى «6» حالات من بينها «4» حالات ملاريا، وقبل اسبوع بلغ عدد الحالات «300» حالة وبالجهود الكثيفة استطعنا محاصرة المرض، وأكد أن الإسهالات ليست وبائية وبعد أخذ العينات وفحصها تأكد أنها بسبب باكتريا، ولذلك تم تكثيف الجهود في نقل النفايات وحملات الرش للذباب وكلورة المياه في بعض المواقع، وقال عادة في حالة ركود مياه النيل في فصل الصيف يحدث تلوث للمياه ويؤكد أن الحالات ليست كوليرا خاصة ان الاستجابة سريعة للعلاج ويتم العلاج بالمحاليل. وقال إنه منذ ثلاثة أعوام لم تحدث أية إصابة بالكوليرا وبعد ظهور حالة وباء واحدة خاصة ان الكوليرا قاتلة، ونسبة الوفيات بسببها عالية. وزارة الصحة الاتحادية سارعت بتكوين لجنة للتقصي حول أسباب تلوث المياه وبمشاركة خبراء دوليين من خارج السودان، وذلك لوضع دراسة عاجلة لمعرفة أسباب التلوث خاصة مياه النيل، وأكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة الاتحادية ل«الرأي العام» ان تكرار تلوث المياه وخاصة النيل يقتضي تكوين لجنة فنية من الخبراء لدراسة الأسباب باعتباره أحد مهددات الصحة العامة. وستكون اللجنة من الخبراء المختصين في مجال المياه والصحة لمعرفة أسباب التلوث ووضع المعالجات اللازمة، وناشد المصدر المواطنين بضرورة غلي المياه قبل الاستخدام خاصة للأطفال، واستخدام الكلور في المنازل لأنه يقتل البكتيريا. من جانبه اكد د. بابكر المقبول مدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية ل«الرأي العام» ان لجنة فنية تكونت بولاية الجزيرة لمعرفة أسباب الاسهالات خاصة محلية المناقل، وأشار الى أنه حسب الفحوصات تأكد أنها دوسنتاريا ليست بسبب البيئة أو تلوث المياه وإنما للسلوك الفردي، وأكد ضرورة غسل الخضروات والمانجو قبل الأكل والاهتمام بالنظافة الشخصية.