ارتفعت حالات الاصابة بالاسهالات المائية، بمستشفي كوستي الي اكثر من (831) حالة، منذ مطلع ابريل الماضي وحتي الان، بينما كشفت وزارة الصحة عن قيامها بعمليات حصر لمرضى الإسهالات المائية بالمستشفيات، واتخذت هيئة المياه بالخرطوم إجراءات مشددة لإحكام الرقابة الصارمة والدورية على جميع المحطات النيلية والجوفية بأمدرمان. وعزت السلطات الصحية بولاية النيل الابيض تزايد حالات الاسهالات المائية لانحسار وشح مياه النيل وتلوثها، وفيما اشتكي عدد من مواطني المنطقة من عدم توفر الادوية، اكدت وزارة الصحة بالولاية توفر الامداد الدوائي من محاليل وريدية واملاح تروية ومضادات حيوية تكفي حاجة المستشفيات لثلاثة اشهر مقبلة. واقر مدير عام وزارة الصحة بالنيل الابيض، الطيب المهتدي الوسيلة، ل»الصحافة» بوجود حالات اصابة بالاسهالات المائية في مستشفى كوستي وبعض المناطق في الجبلين، وقال ان متوسط التردد اليومي على مستشفى كوستي يتراوح بين (8 الي 15) حالة، ويصل احيانا الى (20) حالة، واضاف ان عدد الاصابات التراكمي منذ نحو شهرين عند ظهور المرض بلغ (831) حالة، لكنه وصفها ب»العادية» وليست بالكوليرا، وعزا اسباب انتشار المرض الى انحسار وشح مياه النيل وتلوثها، وقال ان مستوى العكر في المياه يصل في بعض الحالات الي (68%)، واضاف ان وزارته تعمل حاليا في مجالات التثقيف الصحي للمواطنين، وكلورة المياه خارج الشبكة، وناشد المواطنين بمعالجة المياه قبل شربها، ونفي بشدة وجود اية حالات وفيات بالولاية جراء الاسهالات المائية، مبينا انها ليست من حالات الكوليرا، مؤكدا توفر الدواء المجاني للمصابين من محاليل وريدية واملاح تروية ومضادات حيوية ونفي الوسيلة، ان تكون ولايته قد سجلت اية حالات اصابة بالتهاب السحائي في الفترات الماضية واصفا الوضع الصحي ب»المطمئن». وفي الاثناء كشفت وزارة الصحة عن قيامها بعمليات حصر لمرضى الإسهالات المائية بالمستشفيات لمعرفة أعداد المتأثرين بها في وقت شكلت فيه الوزارة لجنة للقيام بفحص المياه في أنحاء الولاية. وقال مصدر مطلع بالهيئة إن اجتماعاً التأم اليوم ضم مسؤلي الصحة بولاية الخرطوم وهيئة المياه والصحة الاتحادية لبحث أزمة الإسهالات المائية، مبيناً أن وزارة الصحة بدأت في حصر أعداد المتأثرين بالإسهالات المائية بالمستشفيات تمهيداً لتقديم العون اللازم لهم وتوفير العلاج، وأكد أن الوباء في بعض المناطق لازال مستمراً وكشف عن تكوين لجنة أخرى مهمتها الطواف على محطات المياه لفحصها عبر المعامل والتأكد من مدى صلاحيتها للمواطنين لاستخدامها. وفي ولاية نهر النيل كشفت وزارة الصحة عن اتخاذها تدابير وقائية وعلاجية واسعة النطاق لاحتواء تزايد حالات النزلات المعوية الناتجة عن تلوث بكتيري في مياه الشرب. وأعلن مدير عام وزارة الصحة بالإنابة الدكتور سمير أحمد عثمان للمركز السوداني للخدمات الصحافية تماثل ما يزيد عن 1400 حالة إصابة مسجلة بسجلات المؤسسات الصحية منذ أبريل الماضي للشفاء التام دون تسجيل أية حالة وفاة. وقال إن 25% من جملة المصابين استدعت حالتهم تنويمهم بالمستشفيات لساعات غادروها بعد علاجهم بمحاليل وريدية، فيما بلغ عدد الذين يتلقون العلاج الآن بمستشفيات الولاية 19 مصاباً، نافياً أن تكون السلطات الصحية خصصت مراكز عزل للمصابين. وكان عضو مجلس تشريعي الولاية عن الدائرة 11 عطبرةالغربية بدر الدين العوض قد تقدم بمسألة مستعجلة حول مرض النزلات المعوية استدعى فيها وزير الصحة للرد عليها. وفي ولاية الخرطوم عدّ المستشار الفني لهيئة المياه محجوب محمد، ظهور الإسهالات في الولايات لاسيما الخرطوم، أمراً طبيعياً نسبة لتدهور صحة البيئة، وقطع باتخاذ إجراءات مشددة لإحكام الرقابة الصارمة والدورية على جميع المحطات النيلية والجوفية بأمدرمان. وأرجع عدم استقرار الإمداد المائي بولاية الخرطوم، للأعطال والكسور التي تصيب الشبكة من وقت لآخر، مشيراً إلى مواصلة مساعيهم لمعالجة الأزمة بالطرق العلمية بشكل عاجل. ونبّه محجوب في حوار مع وكالة السودان للأنباء، إلى أن ظاهرة تلوث مياه الشرب لا سيما في منطقة أمدرمان، تعود لأسباب تتعلق بالمنطقة، بينها وجود بعض المعسكرات وجلب المياه بالدواب «عربات الكارو»، والأسواق المكشوفة التي لم يراع في إنشائها أبسط مقومات صحة البيئة، مؤكدا مطابقة المياه للمعايير العالمية والمحلية واتباع الجودة المعمول بها في مختبرات عدد من بلدان العالم. وأضاف المستشار الفني لهيئة مياه الخرطوم، أن ظهورالإسهالات في بعض الولاياتوالخرطوم بصفة خاصة، أمر طبيعي نسبة لتدهور صحة البيئة وتكاثر الذباب والحشرات، وزاد: «لا ننسى أننا في فصل الصيف ولكل فصل من فصول السنة أمراضه». وأشار إلى أن انسياب المياه بالولاية يمر بأكثر من 13 مرحلة تحوي جمع عينات منها للتأكد من إضافة مادة الكلور، حسب توجيهات وزارة الصحة للتحكم في منع الأمراض عموماً، لأن المادة فضلاً عن دورها في تعقيم المياه تحتوي على ما يحفظ الماء من التلوث لضمان وصوله بصورة آمنة للمستهلكين. وقطع باستعداد الهيئة لمواجهة الطوارئ لامتلاكها أحدث الأجهزة التي تساعد على الكشف الفوري للملوثات ومعالجتها بالأسس العلمية، مشيرا الى أن الهيئة تسعى الآن لتحديث الأجهزة بمعامل ضبط الجودة للتأكد من سلامة المياه ومساعدة الولايات الأخرى.