مواطنو العيلفون ظلوا يشربون مياهاً غير صحية لسنوات مضت، اذ لاحظوا تغيراً في طعم ورائحة ولون المياه، فأخذوا عينات منها لتحليلها بمعمل مياه الخرطوم بحري، والتي زار مندوبوها المنطقة وأخذوا عينات من بئر حي الشروق، وعينات أخرى من الشبكة، واتضح ان الآبار صالحة للشرب، والعيب يكمن في شبكة المياه، حيث كشف التحليل المعملي احتواءها على نسبة عالية «جداً» من الحديد، ولذلك فهي غيرصالحة للاستهلاك البشري، بل انها لا تصلح حتى للحيوان، ويبدو ان عمرها الافتراضي انتهى.. ويواصل تقرير معمل مياه بحري: «عليه نرجو توجيه جهة الاختصاص لتغييرالخط- الشبكة- باسرع فرصة ممكنة، نسبة للحاجة الماسة للمياه، ولمعاناة أهل المنطقة». ورغم كل هذه التحذيرات لعدم صلاحية الشبكة، إلا انها للأسف ظلت بحالتها دون احلال، ودون ادنى اهتمام معرضة صحة المواطنين للخطر. ومعروف ان شبكة مياه العيلفون شُيدت منذ العام 1964م من مادة الاسبستوس «المسرطنة»، والاشكالية ان الشبكة اهترأت لقدمها، واصبحت مصدر خطر للمواطنين بعد تحرر شعيرات الاسبستوس التي ثبت علمياً وعالمياً انها احد اسباب الاصابة بالسرطانات. وحسب ما ذكره لي بعض سكان العيلفون، توفى خلال الاربع سنوات الماضية «120» مواطناً بسرطانات مختلفة «دم، رئة، قولون». الوضع حالياً ينذر بخطر جسيم بسبب شبكة المياه المهترئة، فالمواطنون ذكروا ان المياه تنساب لمنازلهم في الصباح أشبه بلون السبيرتو، اي مائلة للون الاحمر، وتحتوي على شوائب، وأخيراً اصبحت شحيحة حيث ان الترسبات اغلقت البلوفات، ولاحساسهم بالخطر اتصل وفد من المنطقة بمدير مياه شرق النيل لاستبدال شبكة الاسبستوس القديم، فاعتذر بعدم وجود خارطة لمدينة العيلفون خاصة بتوزيع الشبكة، واجتهد المواطنون واحضروا له خارطة للعيلفون خاصة بسوداتل، إلا انه طلب مسافات الشوارع، واخيرا تذرع بعدم وجود عمال. «حضرة المسؤول» تتساءل باستغراب: لماذا كل هذا التماطل والتباطؤ؟ والوضع يتعلق بصحة المواطنين؟ ولماذا تجاهلت ادارة مياه شرق النيل شكوى المواطنين واحساسهم بالخطر من المياه التي يشربونها مع اطفالهم؟ وما يعزز هذا الخطر الماثل نتيجة معمل مياه بحري، والتي اشارت صراحة الى عدم صلاحية المياه للاستهلاك الآدمي والحيواني، بسبب انتهاء العمر الافتراضي للشبكة «الاسبستوسية»؟ ولماذا كل هذا «الطناش»؟بأمر يتعلق بصحة عشرة آلاف مواطن هم عدد سكان مدينة العيلفون؟ اخيراً، متابعاتنا تفيد ان القضية الآن طرف نيابة حماية المستهلك بالخرطوم وسنتابع.