تشهد الشوارع والطرقات التي تقبع فيها دور نشر الصحف والمخازن التي تتبع لها حركة يومية دؤوبة للعمال وهم يحملون جيئة وذهاباً ما يسمى ب «مرتجع الصحف» اليومية او الذي يتم بيعه لبعض التجار الذين يبيعونه بدورهم ببعض الولايات التي منعت سلطاتها استخدام «الأكياس» في حمل الحاجيات بحجة أنها تضر بالزراعة والثروة الحيوانية في تلك المناطق، ولكن من يقترب من «تجارة الورق» يجدها لم تخلق لنفسها موطأ قدم فقط، بل مساحات واسعة بين أنواع التجارة الأخرى، ودخل في زمرتها عدد كبير من العاملين والتجار وحتى السماسرة، ويقول محمد الزبير المسؤول بقسم التوزيع بشركة «الرأي العام» للصحافة والنشر والتوزيع ان تجارة الورق تجارة رائجة ومعروفة منذ فترة طويلة ويتم بيع مرتجع الصحف في العديد من ولايات السودان أو أغلبها لكن يزيد طلب الاقبال عليها في القضارف وعطبرة ومدني وجوبا وواو والولاياتالغربية، وأوضح محمد بأن الفاشر ونيالا والجنينة في الفترة الأخيرة تراجع طلبها من الورق، وعزا ذلك إلى الحروب باقليم دارفور، وقال ان لمرتجع الصحف العديد من الاستخدامات منها استخدامها في حمل وحفظ الفواكه من موز ومانجو وخلافهما في مناطق الانتاج إلى مناطق الاستهلاك أو التصدير فهي أفضل من المواد الأخرى لأنها تقوم «بتبريد العبوة» مما يحفظ الفاكهة لفترة طويلة، بالإضافة إلى استخدامها في الولايات التي تمنع استخدام الأكياس كبديل لها، وكذلك يدخل المرتجع في صناعة أطباق البيض. من جانبه أوضح خميس دلدوم بأن أسعار المرتجع تتفاوت بين «005-006» جنيه لطن للصحف العربية و«009» جنيه لطن الصحف الإنجليزية، وعزا ارتفاع سعر الانجليزية إلى أنها لا تحتوي على آيات قرآنية وليست بها البسملة لذلك يرتفع سعرها عن الصحف العربية، أما الأكثر ارتفاعاً فهو ورق ال «A4». ورق الطباعة يصل سعره إلى أكثر من «005،1» مليون جنيه لأن لديه استخدامات أخرى في محلات المأكولات والحلويات، وأشار إلى أن الصحف تتفق مع تجار محددين يتعاملون في بيع مرتجع الصحف وكذلك دور التوزيع التي توزع أكثر من صحيفة وينظم هؤلاء التجار عطاءات لبيع هذه الأطنان من المرتجع وبيعها بالولايات أو للمصانع، وذكر بأنه في بعض الاحيان يتم إستيراد الأوراق من خارج السودان لبيعه في الداخل أو دخول العطاءات به، ويصل هذا المرتجع كذلك إلى دول الجوار كاثيوبيا وتشاد.