الجلباب الابيض القصير واللحية المرسلة بحرية والرأس الحليق تلك هى الصورة النمطيه الظاهرة للسلفيين التى يعرفها بهم الشارع وتمشى بها سيرتهم و ما بدلوها أبداً منذ ان انطلقت الدعوة السلفية فى القرن الماضى . ومن تيار واحد خلف تلك الصورة(انصار السنة المحمدية) وبعد ما يقارب ال (93)عاما من ظهور السلفيه الى اليوم هذا، هناك اكثر من ست جماعات ناشطة تحت لواء السلفية اعلنت عن نفسها آخرها جماعة (اقم.) بعض هذه الجماعات انشق من جماعة انصار السنة والآخر ظهر فى تسعينيات القرن الماضى فى اعقاب ما عرف بالسلفية الجهادية. ...... انطلقت الدعوة السلفية من جهات غرب السودان فى العقد الاول من القرن الماضى اذا حمل التاجر المغربى عبد الرحمن بن حجر على عاتقه نشرها فى الاسواق بعد ان تزوج من هناك واستقر به المقام وتتلمذ على يديه الرواد من السلفيين، الا ان حكومة الحكم الثنا ئى قامت بطرده الى مصر فأسس احد تلاميذه (احمد حسون ) الاب الروحى لانصار السنة فى العام 1917 منبرا للدعوة فى مدينة النهود التى تعتبرا معقل السلفية الاول.ومن رواد الجماعة (يوسف ابو،عبد الباقى يوسف النعمة الذى تتلمذ على يديه محمد هاشم الهدية). وفى ما بعد منتصف الاربعينيات تم تسجيل الجماعة رسميا باسم (جماعة انصار السنة المحمدية) لدى الحكومة تيمنا بجماعة انصار السنة المحمدية بمصر بعدما ارتبطوا بها عبر مجلة ( الهدى النبوى ) الذى كانت تداوم على الاطلاع عليها وكان (محمد فاضل التقلاوى) اول رئيس للجماعة المسجلة وتعاقب على رئاسة الجماعة ( عبد الله حمد، عبد الباقى يوسف النعمة ،عبد الله الغبشاوى) بعدها جاءت فترة محمد هاشم الهدية والتى كانت نقطة تحول فى تاريخ الجماعة. وكان محمد هاشم الهدية موظفا فى مصلحة البريد ينتمى الى اسرة ختمية اتحادية الا انه انخرط فى صفوف الجماعة، وفى العام (1957)اسس اول مسجد فى منطقة السجانة فى المكان الذى يقبع فيه المركز العام الان.وفى العام (1960) انضم ابو زيد محمد حمزة للجماعة بعد ان قدم من مصر وكان هناك ملازما ل(محمد حامد) منذ ان كان فى السابعة عشرة من عمره وظل ملازما له منذ العشرينيات و تفقه على يديه وتعلم اصول الفقه السلفى .وكان قد تم نقله من مصر الى منطقة وادى حلفا للعمل بسلك التدريس وبدا دعوته هناك الا انه لم يمكث طويلا بحلفا ( لم تتجاوز فترة بقائه الستة اشهر) ونقل الى ام درمان ومن المسجد الذى اسسه فى الحارة الاولى بمنطقة الثورة دشن دعوته .ايضا هناك مصطفى احمد ناجى ظهر فى خمسينيات القرن الماضى فى منطقة بورتسودان وكان قد تتلمذ على يدى المشايخ القادمين من الحجازواسس (جماعة الدعوة للتوحيد). كانت هذه الجماعات الثلاثة هى اركان السلفية التى انتشرت فى السودان . وقال الباحث فى الجماعات السلفية طارق المغربي ل (الرأى العام):انه فى العام 1960 كان هناك نشاطا نوعيا فى الحديقة المجاورة لمسجد الشيخ ابو زيد فى الحارة الاولى فالتقى لاول مرة مع الشيخ الهدية ومن هنا انخرط بقوة فى صفوف الجماعة. وبعد منتصف الستينيات بدأت علاقة الجماعة مع المملكة العربية السعوديةعن طريق الشيخ العبيكان سفير المملكة بالخرطوم وحسب رواية طارق كان العبيكان قد ذهب صدفة للصلاة بمصلى الجماعة بالسجانة لاداء صلاة الجمعة وسمع دعوة التوحيد وتنقية العقيدة على المبادئ السلفية فتعرف على الجماعة وتحمس لهم ومن هنا بدأت علاقة الجماعة الرسمية بالمملكة السعودية وسهل لهم كثيرا وفتح لهم الابواب مع محمد ابراهيم آل الشيخ مفتى عام المملكة وبعده مع المفتى بن باز. بدأت الجماعة قاصرة دورها فى تقديم التبليغ كما قال يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامى وبعض حلقات العلم فى المساجد ثم تطورت الى ان انشأت تنظيما اكثر احكاما حوى امانات مختلفة وكل ذلك تم فى عهد الشيخ محمد هاشم الهدية بعد ان تخرجت الكوادر التى ارسلت للدراسة فى خارج البلاد لتلقى التعليم، واضاف انتقلت الجماعة من الحديث عن افكارها من الاسواق الى الجامعات وبدات فى استقطاب الطلاب كما كان لها دور تربوى من خلال امتلاكها للمعاهد الدينية المختلفة وايضا كان لها دور فى العمل الطوعى والاغاثة موظفة ذلك فى نشر دعوتها. كل ذلك النشاط الجم ظهر فى فترة الثمانينيات فهل كان ذلك سببا فى ولوج الجماعة فى السياسة ام ماذا؟ نواصل