سواء رغبت الشركة المالكة للخطوط الجوية السودانية في بيعها والتخلص منها أم لا فإن وجود طيران سوداني ناجح يبقي حاجة ملحة حاليا. الناس في حاجة لخدمة طيران والركاب السودانيون يلجأون إلى العديد من البدائل والشركات ومنها من يقدم أسوأ الخدمات بأغلى الأسعار ومنها ما يغمض الناس حقهم إذ يجدونهم وظهورهم مكشوفة لا حكومة تقوم على رعاية مصالحهم وجهة تحمي حقوقهم ورغم هذا فهم في حاجة إشباع تطلعات وطنية بالسفر عبر ناقل يمثلهم وينتمي إليهم. والحكومة في حاجة إلى إيرادات كبيرة وبالعملات غير السودانية يمكن أن نجنيها عبر هذه الخدمة. الأوضاع المالية العالمية تمكن من تحقيق ربحية عالية في حقل الطيران وغياب الشركة الناجحة يوفر أيضا سوقا رابحة داخليا. وشركة الخطوط الجوية السودانية كانت لها العديد من فرص النجاح وتملك العديد من الخطوط المميزة التي يوفرها موقع السودان ونظم الطيران الدولي. أموال كثيرة حققتها سودانير من خطوط النقل بين السودان والعديد من الدول كان لها خط مميز إلى جنوب أفريقيا وإلى كانو في نيجريا إضافة إلى الخطوط المشتركة التي تمنحها لها شروط الإياتا وهنالك خطوط من الخرطوم وإلى القاهرة ودمشق ودبي وكل دول الخليج وبريطانيا توفر الأموال التي يمكن أن تفك أزمة هبوط العملة السودانية أمام العملات الأخرى. وهنالك أيضا الخطوط الداخلية لاسيما وأن في البلاد العديد من المطارات الدولية وسوق ناهضة وحراك بين الولايات والمركز. بيع الخطوط الجوية إفتقرت للشفافية فقد بيعت لشركة لا تملك سابق خبرة في الطيران وتدخلت شركة سودانية غير واضحة المعالم والأسباب التي دخلت لها هذا السوق وتلكم الصفقة. الحكومة ستوفر عائدات كبيرة من تشغيل شركة ناجحة وستوفر لها ولمواطنيها فوائد واسعة. والتفكير المتعجل في الحصول على عائد سريع من البيع يفقد البلاد الكثير من الأموال. لا بد من التفكير في منح إمتياز لشركة طيران جديدة وبشروط شفافة وواضحة وجزاءات في حال الفشل. وجود شركة جديدة سيؤدي إلى تنافس في سوق الطيران ينعشه وينعش الشركات كلها.