أدّت مفوضية الاستفتاء أمس، القَسَم أمام الرئيس عمر البشير بالقصر الجمهوري، وعقدت اجتماعاً تفاكرياً دشّنت من خلاله بداية مهمتها.ووصف البشير في كلمته عقب أداء القَسَم، مهمة المفوضية بأنها الأخطر والأهم في تاريخ السودان، وقال إن تقرير المصير ليس للجنوب فحسب، بل يتعلق بمصير السودان في أن يكون دولة واحدة أو أن ينقسم إلى دولتين، وقال البشير إن القرار يهم كل القوى السياسية في السودان سواء في الحكومة أو المعارضة، مُذكِّراً بأنّ هذا الحق منحه للجنوبيين في السابق مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية، وجدّدت اتفاقية السلام التأكيد عليه باتفاق كل القوى السياسية الشمالية والجنوبية، غير أنّه نبّه إلى أن الاتفاق طَالَبَ الشريكين بالعمل سوياً لجعل الوحدة خيار الجنوب الجاذب، ووصف عمل مفوضية الاستفتاء بالسياسي، لأنه يهم كل القوى السياسية الحريصة على السلام، وطالبها بالعمل للتأثير على المواطن الجنوبي للتصويت بحرية، لجانب الوحدة، وطالب البشير، المفوضية في أن يكون عملها بشفافية كاملة للمواطن في جنوب السودان أو خارجه من المشاركين في العملية، وأن تعمل على إتاحة الفرصة للمواطنين للوصول بحرية الى الصناديق والاقتراع بحرية في اختياره للوحدة أو الانفصال دون تأثيرٍ أو ضغوطٍ أو إغراءاتٍ، وتَعَهّد بتقديم كل الدعم المطلوب للمفوضية حتى تتمكن من تجاوز المشكلات الفنية المعقّدة وإنجاز المهمة بالطريقة المطلوبة، كَمَا تَعَهّد بعمل الشريكين معاً - المؤتمر الوطني والحركة الشعبية - لإزالة كل العقبات التي تعترض ترسيم الحدود حتى تَتَمَكّن اللجنة المعنية من إنجاز المهمة قبل يناير المقبل، ونَوّه إلى التأثيرات السالبة في حال تم الاستفتاء دون الوصول إلى ترسيم الحدود، وزاد: «سنعمل على تجاوز العقبة قبل يناير المقبل»، وجدد البشير التأكيد على دعم الحكومة للمفوضية، وعَبّرَ عن أمله في أن تعلن نتيجة الاستفتاء وتكون حينها لصالح الوحدة. وتَعَهّد بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء بأداء المفوضية لواجباتها ومهامها بأمانة وتجرد مع الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب وأصدقاء السودان بما يحقق أهدافها على أكمل وجه، وأَكّدَ خليل للصحفيين، إلتزام المفوضية بالقانون والدستور وعدم القيام بأيِّ إجراءات خارجهما. إلى ذلك أكّدَ شان ريج مادوت نائب رئيس المفوضية ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتق المفوضية، وقال إنّ الشعب السوداني يعلق آمالاً كبيرة على نتائج الاستفتاء، وأعْرب عن أمله في أن يفاجئ السودان العالم بإجراء استفتاء شفاف مثلما فاجأه في العملية الانتخابية.