الساعة تجاوزت التاسعة صباحاً وكالعادة اتجهت ناحية «المحطة» وفي بالي صورة الزحام والتكدس للمواطنين في تلك الساعة خاصة وان اليوم «أحد» اي بداية الاسبوع.. ولكن ما أن تذكرت «بصات الوالي الجديدة» حتى تنفست الصعداء وتخيلت ان هذا اليوم لا وجود فيه للوقوف تحت الشمس ولا حتى التدافع.. ولكن سرعان ما تغيرت الصورة عندما وصلت للمحطة ورأيت جموعاً غفيرة من البشر يقفون وبجانبهم «بص الوالي» حسبما اطلق عليه المواطنون.. لحظتها تضاربت الأسئلة في مخيلتي.. يا ترى «الناس ما عارفه انو ده البص الجديد ولا شنو».. اقتربت من البص.. اذ بالباب يفتح لي وحده ترجلت واخترت مقعداً امامياً.. ثوان وشعرت «بترطيبة» التكيف العالية.. وقبل أن أسند رأسي باسترخاء للخلف أتاني الكمساري وهو يحمل شنطة.. سألني نازلة الشهداء أم العربي قلت له العربي.. قطع تذكرة من دفتر التذاكر واعطاني لها.. حملقت في التذكرة حتى وقعت عيناي على الرقم ذي قيمة ألفى جنيه وثمن الرحلة من الثورة الشنقيطي الى قلب الخرطوم.. حينها ادركت سر وقوف المواطنين في المحطة بجوار «بص الوالي» فبلاشك كانوا في انتظار «الحافلة» بقيمتها الميسورة وهي «08» قرشاً.. لم يتزايد اعداد الركاب الا في «الشهداء» اي نقطة نصف قيمة التذكرة من جنيهين الى جنيه.. المواطنون طوال الرحلة التي امضتها «الرأي العام» داخل بصات الوالي الجديدة يستفسرون عن خط السير لتلك البصات بل ان احدهم طالب الجهات المختصة بعمل حملة اعلامية توضح خطوط السير حتى يستقل المواطن البص وهو على بينة من الأمر.. البص لم يتم فيه تشغيل نظام التذاكر الالكترونية فقد علق الأمر لوقت لاحق.. بحسب السائق الذى اكد ان المواطنين لا يزالون في جهل بأمر البصات الجديدة في اتجاه آخر لم يؤثر «البص الجديد» في يومه الأول على حركة الحافلات خاصة في خط الشنقيطي والثورة بالنص وعزا محمد عبدالله سائق حافلة في خط الشنقيطي ان قلة تأثير البص تعود لارتفاع قيمة التذكرة موضحاً انه في حالة انخفاض التذكرة سيكون لها تأثير واضح.. وصل بنا البص نقطة الافتراق في قلب السوق العربي ليبدأ رحلته الدائرية الى ام درمان الثورة.. ولم احس بطول المشوار بل انني نسيت «الباقي عند الكمساري» لانشغالي بالاستطلاع وقلت في نفسي ليت الكمساري كان الكترونياً..!!