فاطمة امرأة من قبيلة المساليت.. تعول أسرة من تسعة أطفال.. الزوج يعمل عملاً حراً في سوق الجنينة يبيع ويشتري.. ويفترش بعض الخردوات.. وحليمة تمسك بالطورية والكوريك لتحفر حجارة جبل السلطان.. ظننت الأمر استثنائياً.. ولكني علمت ان عمل المرأة في الأشغال الشاقة وغيرها ممارسة اقتصادية واجتماعية قديمة.. المرأة صنو العمل في الزراعة وصناعة الفخار والرعي.. يقول ابراهيم: عمل المرأة ممارسة قديمة في مجتمع دارفور فهي تعمل في كل المهن فتشارك الرجل سواء أكان زوجاً أو أباً.. ويعتبر بقاء المرأة بلا عمل عيباً في مجتمع دار مساليت.. في حي المجلس.. بدت فاطمة منهمكة في رفع «مونة» الاسمنت لطالوش ابكر.. الذى تعمل معه طلبة هي وصويحباتها.. واللائى انهمكن في غربلة الرمل وتقليبه.. فاطمة لم تشعر بالحرج وهي تحكي قصة عملها في مهنة البناء.. وتصعد للسقالة بلا تردد.. «أنا شغالة هنا عشان ما عندي جنسية.. ولو كان عندي كنت اشتغلت فراشة في المجلس».. توارثت المهنة من أجدادها وحبوباتها.. واليومية بعشرة جنيهات.. أبكر احمد يعمل بناء قال: عمل المرأة في مهنة البناء.. ليس بجديد في مجتمع دارفور.. فهي مهن متوارثة منذ القدم.. وربما تكون ظروف الحرب فاقمت من اعداد العاملات في مهن البناء وغيرها لكنها قديمة.. وتذهب الاستاذة زينب تبن مديرة مدرسة الجنينة الثانوية في ذات الاتجاه بأن عمل المرأة في مجتمع دارفور قديم.. مع تنوع طبيعة العمل.. فالمرأة في دارفور تعمل كل شيء والأمر ليس حصرياً لقبيلة دون أخرى..