وحدة السودان.. ومخاطر الإنفصال.. أمر لا يمكن أن يكون محل مزايدات أو مناورات حزبية. دعوة السيد رئيس الجمهورية للقوى السياسية للتفاكر حول هذا الخطر الذي يواجه السودان.. وتقف خلفه داعمة قوى خارجية كثيرة تريد إضعاف السودان بتجزئته وتقسيمه الى دويلات. ومؤسف أن تقنع بعض وأكرر بعض القوى السياسية أن تستغل دعوة الرئيس لتحقيق أجندة وأهداف فشلت سنين طوالا في تحقيقها. أقول.. إن وحدة السودان لا تقبل المزايدات السياسية. بموقف بعض القوى السياسية من دعوة الرئيس.. نستطيع أن نقول إن بموقفها هذا.. خانت وحدة الوطن.. وخذلت رئيس الجمهورية. وهناك من أعاد موقفه من هذه الدعوة.. بموقف يشبه موقفه من اتفاقية الميرغني- قرنق العام 8891م. ذلك الموقف الذي أطاح بتلك الاتفاقية التي كانت أقل شروطاً من اتفاقية نيفاشا.. لم تكن فيها شروط من الشروط التي جاءت بها نيفاشا. إن وحدة الوطن.. يجب أن تكون البند الأول في برنامج أي حزب سياسي.. مهما كان موقفه من النظام الحاكم. هنا لابد من الإشادة بموقف الأحزاب والمنظمات السياسية التي أبدت استعداداً تاماً للمشاركة.. وكنت أود أن تسارع القوى السياسية المتحفظة والمشترطة.. أن تشارك وتطرح رؤيتها من د اخل الاجتماع. كما لابد من الإشادة بالموقف الوطني الثابت والمتجدد دائماً لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني الذي استجاب لنداء الوطن.. وتجاوب مع دعوة السيد الرئيس. وهكذا دائماً يؤكد السيد محمد عثمان الميرغني مواقفه وثوابته الوفية التي لا يتزحزح عنها قيد أنملة.. مهما كان الموقف من الأطراف الأخرى. لقد عودنا حزب الحركة الوطنية دائماً التصدي وبقوة وإخلاص للتحديات والمخاطر التي تواجه الوطن، هكذا علمنا قادة الحزب القدامى.. الذين لم يستطع جيل الوسط في الحزب السير في هذا الطريق. لكن جيل الشباب القادم بقوة من صفوف الحزب سيقود التيار المؤيد لوحدة الوطن.. الذي يجعل الحزب يعود لمواقفه الأولى تحت قيادة مولانا محمد عثمان الميرغني.. يؤازره المعز حضرة ومخلاي وعلي السيد وطه علي البشير والدكتور بخاري الجعلي المتدفق ثقافة ومعرفة ووطنية. كان من المفترض أن تطرح القوى السياسية ملاحظاتها داخل الاجتماع بدلاً عن وضع شروط أشبه بالرفض إن لم تكن شروطاً تعجيزية. ويبدو أن بعض القوى السياسية لم تدرك حتى الآن مخاطر الإنفصال وأن ترديدها لعدم مشاركتها في محادثات نيفاشا.. لا علاقة للحكومة بهذا الأمر. وإنما كانت شروط الحركة الشعبية التي كانت متحالفة معا.. لسنوات طويلة، وإذا كان لابد من موقف.. فكان الأجدر بها اتخاذ موقف مع حليفها السياسي والعسكري الذي رفض مشاركتها في محادثات نيفاشا. إن مخاطر الإنفصال على الوطن أكبر مما تتوقع بعض تلك القوى السياسية.. التي فشلت أمام امتحان الإنتخابات.. بعدم إكمال استعداداتها له وبعدم تعاملها الجاد مع تسجيل عضويتها للإنتخابات.. لأنها كانت ترى الإنتخابات أمراً بعيداً.. إن لم يكن مستحيلاً. إننا ندعو كافة الأحزاب والمنظمات السودانية التعاون من أجل صيانة وحدة السودان. وأن تتناسى الخلافات مع الحكومة.. وتعمل من أجل أن تكون وحدة البلاد أمراً واقعاً وقوياً.. كما ندعو الحكومة طرح برنامج للوفاق الوطني بين كافة الأحزاب والقوى الوطنية من أجل جبهة شعبية وسياسية موحدة ومتماسكة.. تجتاز كل المخاطر والتحديات التي تتربص بالوطن عقب الإستفتاء. إن القوى السياسية مسؤولة عن وحدة الوطن مثل مسؤولية الحزب الحاكم.. لأن المحافظة على السودان الموحد مكسب أيضاً للقوى السياسية كافة.. وإذا تخاذلت عن الإسهام الجاد في تثبيت الوحدة الجاذبة فإن المخاطر القادمة.. لن تترك وطناً لتحكمه المعارضة أو غيرها. نأمل أن يستدرك الجميع مخاطر الإنفصال ويعملوا من أجل الوحدة الجاذبة.. حكومة ومعارضة في برنامج واحد. والله الموفق وهو المستعان،،