شب صباح أمس حريق هائل في بناية مكونة من ثلاثة طوابق وبدروم يسكنها اكثر من «450» مصرياً في حي اللاماب قرب الخرطوم يعملون في تجارة الجملة والقطاعي في البضائع المصرية، والتهمت النيران كميات كبيرة من البضائع شملت الثلاجات والملبوسات الجاهزة والمفارش وتلفزيونات وخلاطات منزلية واقمشة وملاءات وقضت النيران كمية من العملات الورقية من الدولارات والجنيه السوداني والمصري، وبلغت قيمة الخسائر «10» مليارات جنيه سوداني بحسب المتضررين. وسارعت قوات الدفاع المدني وشرطة العمليات ودوريات النجدة الى مكان الحريق، واخمدته بعد ان استخدمت «10» سيارات اطفاء، واصيب جراء عمليات الاطفاء اثنان من رجال الاطفاء. وقال مدير ادارة الدفاع المدني بولاية الخرطوم العميد عبدالله عمر الحسن ان ادارته ابلغت بالحريق عند العاشرة، وفي ظرف خمس دقائق وصلت عربة الاطفاء الى البناية لتجد المنزل المكون من ثلاثة طوابق في مساحة الف متر، والنيران منتشرة في الطابق الأرضي والبدروم، وغرف مشيدة في فناء المنزل من الزنك الامريكي. واضاف عبدالله ل «الرأي العام» ان ادارته ارسلت نحو «10» سيارات اطفاء وامداداً الى مكان الحريق، بجانب نشر قوات من شرطة العمليات ودوريات النجدة لمنع حدوث اية سرقات للبضائع التي نجت من الحريق. وذكر ان رجال الاطفاء وجدوا صعوبة في اخماد الحريق لسوء التخزين الذي كانت عليه البضائع مع وجود بضائع بلاستيكية مثل المفارش والملابس والاواني المنزلية المساعدة للإشتعال. واكد مدير الدفاع المدني ان رجلين من الدفاع المدني اصيب احدهما باختناق والآخر بجروح نتيجة تكدس البضائع. واضاف ان سبب الحريق يرجع لالتماس كهربائي شب نتيجة توصيلات الكهرباء العشوائية لاحدى غرف الزنك في فناء البناية. وناشد المواطنين الابلاغ عن اية عمليات تخزين لبضائع في الاحياء السكنية حتى تتمكن ادارته من اتخاذ التدابير اللازمة. وذكر انه تم انقاذ الكثير من البضائع والممتلكات بالطابقين الثاني والثالث. من جانبهم اجهش عدد من المصريين اصحاب البضائع التي احترقت بالبكاء، واخذ بعضهم يصرخ «شقانا راح»، «بيتنا اتخرب»، «ما بقاش لنا حاجة إلا هدومنا»، «فقدنا فلوسنا وجوازات سفرنا»، وأخذ بعضهم يتصل بالمحمول بأسرهم في القاهرة والمدن المصرية الاخرى يبلغونهم بالكارثة التي حلت بهم. وقال عدد من المصريين المتضررين ل «الرأي العام» انهم مقيمون بهذه العمارة لأكثر من خمس سنوات. وذكروا ان الحريق شب عند السادسة صباحاً بسبب التماس كهربائي، وروى عدد منهم ان لديهم بضائع بالملايين التهمتها النيران. واكد عدد من المصريين المتضررين انهم كانوا خارج المنزل وقت الحريق يعملون في الاسواق، وقالوا انهم خرجوا منذ صلاة الفجر وعلموا بالحرق عبر الهاتف المحمول. وتجمع العشرات من سكان الحي في مكان الحريق، واسهموا مع الشرطة والتجار المصريين في نقل كمية من البضائع والامتعة التي لم يطلها الحريق.