التنبؤ بأحوال الطقس درجة الحرارة والرياح والأمطار يعتبر شيئاً طبيعياً مع توافر الاجهزة الالكترونية الحديثة والاقمار الصناعية على مستوى العالم، ويبقى توقع الكوارث الطبيعية هو الفارق الذي يحدد مدى تطور أمكانيات الدول في توجيه إمكانياتها في درء تلك الكوارث، تسببت الامطار والاعاصير التي شهدتها ولايات البحر الأحمر وكسلا وسنار في خسائر بشرية ومادية فادحة، وكانت توقعات الأمطار مثار جدل فى العاصمة بتسببها في هلع المواطنين، التقينا بخبير الارصاد الجوي د. عبد الله خيارعبد الله عضو غرفة طوارئ الخريف ولاية الخرطوم لتوضيح بعض النقاط. ...... *ما نسبة دقة توقعات الأمطار وكيف يستفاد من هذه المعلومات؟ - طبيعة الأمطار في المنطقة المدارية تتصف بالتذبذب الشديد، بمعنى أن الامطار تهطل في مدينة أو منطقة واحدة بكميات مختلفة جداً، بحيث ان الامطار قد تصل إلى درجات مختلفة تماماً، فبعض الاحياء تتأثر بكمية قد تصل إلى «30» ملم في حين أنها تصب في بعض الأحياء إلى «3 أو4» ملم، وهذا ما يحصل دائماً ، وإذا رجعنا للأمطار في تلك الفترة المتوقعة نجد أنها اتصفت بنفس الخصائص واحياناً تصل المعلومة للمتلقي بعد أن تتغير الصياغة الصادرة عن الارصاد الجوي. *توقعتم أن تكون هنالك أعاصير في الخرطوم؟ - نحن دائماً نتوقع اشتداد الرياح مع حدوث الزوابع الرعدية ولكن هذه المعلومة قد تصل الى المتلقي أعاصير بدلاً عن اشتداد الرياح التي تكون أعاصير، وهذا ما يخلق الارتباك لدى المتلقي، واذا رجعنا إلى كل التوقعات التي صدرت نجد أنه في معظم الحالات أجزاء واسعة من الخرطوم تأثرت بالامطار. *ما هي نسبة خطأ توقع أجهزة الرصد؟ - التوقعات في الامطار تعتمد على النماذج العديدة، بمعنى أن تحل المعادلات الفيزيائية والرياضية وإدخال البعد الزمني، وهذا يعتمد على الحالة الراهنة للغلاف الجوي والحالة التي تم التنبؤ بها مما يؤدي إلى اهتزاز في النتائج، ولكن يعالج ذلك بأن التوقع يتم تجديده يومياً بذلك إذا حدث وأن توقعنا بعض الظواهر بعد ثلاثة ايام فان هنالك تجديداً يحدث لهذا التوقع في اليوم الثاني، أما أن يؤكده أو يضعفه أو يزيد من قيمته، فعلى المتلقي ان يتصل بالارصاد الجوي يومياً لمعرفة المستجدات وهذه المعلومات متاحة لكل من يريد أن يعرفها. هل طابقت توقعاتكم الموسمية كمية الأمطار حتى الآن؟ التوقعات الموسمية أي الفصلية والخاصة بفصل الخريف تصدرها الهيئة العامة للارصاد منذ عام 1999 وقبل ذلك كنا نتحصل على هذه التوقعات من مراكز في الخارج ومنذ أن شرع الارصاد في إصدار التوقعات فإننا نقوم بتقديمها كل نهاية موسم، حتى نقيم مدى مصداقيتها، ففي خلال العشر سنوات الماضية التوقعات التى تم اصدارها تميزت بمصداقية عالية، مثال هذا العام فقد اصدرنا التوقع الموسمي لفصل الخريف الممتد من شهر يونيو الى سبتمبر وقد كانت النتائج التي خلصنا لها بأن الامطار سوف تكون في يونيو أقل من المعدلات المناخية في معظم انحاء البلاد بينما تكون في شهر يوليو في حدود المعدل إلى أعلى من المعدلات الطبيعية وبتقييم ما مضى من الموسم في الفترة الممتدة من أول الموسم إلى العشرين من شهر يوليو نجد أن الامطار فيما عدا كسلاوالخرطوم أنها اعلى من المعدلات الى حدود المعدلات الطبيعية وهذا ما خلص اليه التوقع الصادر من الارصاد الجوي لهذا الموسم. هنالك توقعات أسبوعية لم تحدث؟ الارصاد يجدد التوقعات يومياً وليس كل أسبوع لذلك يجب التأكد من قسم التنبؤات الجوية. *أين هو دور الارصاد الجوي في التنبيه بالكوارث الطبيعية؟ الهيئة العامة للارصاد الجوية عضو في معظم غرف الطوارئ الخاصة بالخريف في مختلف الولايات، ولاية الخرطوم كمثال، الهيئة عضو في غرفة الطوارئ بالمجلس القومي للدفاع المدني، ففي غرفة الولاية الاهتمام ينصب فيما يخص ولاية الخرطوم، سواء الأمطار في الولاية أو الامطار في الهضبة الأثيوبية، أما غرفة المجلس القومي للدفاع المدني فانها تعنى بكل ما يحدث في الاجزاء المختلفة للبلاد، والهيئة على اتصال دائم بهذه الغرفة على مدار اليوم. كان هنالك تضارب بين ما يقوله الارصاد الجوي والدفاع المدني؟ الدفاع المدني معني بتوقعات الارصاد الجوي لانه هو الجهة المختصة بالتحضير وإدارة الكوارث للتقليل من الآثار الجانبية، لذلك المعلومات التي تصلهم صادرة من الارصاد الجوي وهم جهة أصيلة لتوصيل هذه المعلومة والتحذير من مخاطرها. ما هي اختصاصات الارصاد الجوي غير الامطار؟ الارصاد معني بأشياء كثيرة وخدماته تمتد من الزراعة إلى البيئة وكل العمليات الملاحية النهرية والبحرية والجوية، ولدينا علاقات مباشرة مع كل هذه الجهات وقنوات مخصصة لتوصيل الخدمات إليهم. هل تتوافر للارصاد الجوي الامكانيات اللازمة؟ هيئة الارصاد عضو بالمنظمة العالمية للارصاد والسودان يحتل مساحة شاسعة لذلك العالم يهتم بأن تصل معلومات هذه المنطقة حتى لا تكون هنالك مساحات خالية من المعلومات، لذلك المنظمة تساعد السودان بالاجهزة الحديثة والتدريب- وقمنا بتحديث شبكة الرصد، ولكن هنالك مشروعاً تمت اجازته وتمويله عن طريق بنك السودان بتكلفة «27» مليون دولار، بعد تنفيذ هذا المشروع سوف يكون الارصاد في السودان في مصاف الدول المتقدمة، حيث نتوقع بتنفيذ هذا المشروع أن تغطي رادارات الطقس سماء كل السودان، اضافة الى تركيب «90» محطة اوتوماتيكية ومحطات رصد الأجواء العليا الكترونياً وذلك لفروع الارصاد المختلفة. *هل هنالك قصور في أجهزة الرصد الحالية؟ - أجهزة الارصاد الجوي الحالية أقل من طموحاتنا بكثير ولكنها لا تقف عقبة في تنفيذ مهامنا.