وجه الرئيس عمر البشير، ولاة دارفور الثلاثة بطرد كل من يَتجاوز حدود تفويضه من مُنظّمات أو مُؤسّسات أو قوات (يونميد) فوراً، وقَالَ البشير لَدى مُخاطبته أمس لقاءً حاشداً من أبناء دارفور بقاعة الصداقة: (فقط تبلغوني ولن نقبل أيّة جهة مهما كانت أن تعترض الحكومة في أداء دورها ومهمّتها في تأمين الموطنين)، وأضاف: المعسكرات أرضٌ سودانيةٌ وليست هناك سلطة في الدنيا يمكن أن تحجم السلطة الموجودة في دارفور عن ممارسة حقها في تأمين المواطن ومحاسبة المُتفلتين والمُجرمين الخارجين عن القانون، وقال البشير إنّ بالسودان سلطة وحكومة منتخبة وبرلماناً وولاة مُنتخبين، وأضاف: «السلطة القائمة لم تنهار)، وشدد على أن مهمة هذه الجهات دعم الحكومة والسلطة لتحقيق أهدافها. ووجّه البشير، الولاة الثلاثة بضبط السلاح في دارفور، على أن يكون فقط بيد القوات النظامية من جيش وشرطة وأمن، وقال إنّ حماية المواطن مسؤولية الحكومة، وأكّد الرئيس أنّ الحرب ظلم وخراب ودمار وتشريد، وأضاف: قَرّرنا وقف الحرب في دارفور واستتباب الأمن وسنعمل لذلك عبر الإستراتيجية الجديدة التي تَشمل المحاور كافة. وأكّد البشير، ضرورة مشاركة أهالي دارفور كافة، وقال إن دارفور ليست مُهمّشة وأبناء دارفور يشاركون الآن بفاعلية في قمة السلطة واتخاذ القرار، وأضاف انّ أبناء دارفور من حقهم أن يحتفلوا ويُكرّموا أبناءهم الذين تمّ اختيارهم في الحكومة الجديدة، وأكد أنّ هذا الاختيار لم يأتِ مُجاملةً أو في إطار مُوازنات أو (سَد فَرقة)، وإنّما تمّ اختيارهم بعد تمحيصٍ وتدقيقٍ. وأشار البشير لبدء عَمل الشركات في تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي من النهود الى الجنينة، وقال: (وقعنا كل المحاور وسدّدنا المبالغ والشركات بدأت فعلياً في العمل)، إلاّ أنّه نَبّه لمحاولات تعطيل هذا العمل، وقال إنّ من سَيقومون بذلك هم من أبناء دارفور وليسوا من الخارج، ودَعَا عُموم قيادات دارفور لحماية المشروعات التنموية في دارفور، وقال: (إن دارفور ظلّت آمنة، ولكن دخلها شيطان لم يلعنه الناس، بل مشوا في اتجاهه وركبوا الموجة)، ودعا لطرد هذا الشيطان وعودة دارفور لسيرتها الأولى. وأشاد البشير بقوة، موقف دول الجوار والوساطة خَاصّةً الرئيس التشادي إدريس ديبي، وقال: (عندما ذهبت لزيارة إنجمينا حاول البعض منعي بأنّ هذا «فخ» ولكني أعرف ديبي فهو صادق وأمين وفارس، لذلك ذهبت «بقلبٍ قوي» و«متأكداً من موقف إدريس»)، وأشار إلى أن اتفاقه مع الرئيس التشادي لتنمية المناطق الحدودية لتكون أماكن لتبادل المنافع. من جهته أكّد محمّد بشارة دوسة وزير العدل، أنّ لقاء أبناء دارفور برئيس الجمهورية يأتي تعبيراً عن رضائهم عن ما تمّ في تشكيل الحكومة الجديدة وما وجدته دارفور من إنصاف في هذا التشكيل، وقال: (نحن أبناء دارفور في الحكومة لن نخذل الرئيس والشعب السوداني وتعهد العمل بجد في الحكومة الجديدة).