الخرطوم - (كونا) -- فوض الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم السبت حكام ولايات دافور بطرد اي منظمة او اجنبي يتجاوز حدود التفويض الممنوح له للعمل بالاقليم. وقال البشير في كلمة القاها في لقاء مع الالاف من ابناء دارفور هنا ان "السودان لا يقبل من أي جهة أن تعترض عمل الحكومة فى تأمين مواطنيها وحماية معسكرات النازحين لأنها سودانية" مضيفا "لا نقبل جهة تحجب السلطة فى تأمين مواطنيها ومحاسبة المتفلتين". وامر حكام ولايات دارفور بضبط السلاح فى الاقليم وحصره فى القوات النظامية وقال في هذا الخصوص "قررنا وقف الحرب فى دارفور والعمل فى كل المحاور التنموية والمصالحات واشراك الجميع دون عزل لأي فرد وتوحيد الطاقات والجهود حتى تعود دارفور الى أحسن مما كانت عليه". وأعرب البشير عن أمله فى التوصل الى حل لمشكلة الاقليم بنهاية العام الجاري. وكانت بعثة الاممالمتحدةبالخرطوم اعلنت امس الاول ان السلطات السودانية منعت المنظمات الانسانية من دخول معسكر (كلمة) احد اكبر معسكرات نازحي دارفور والذي شهد الاسبوع الماضي مواجهات مسلحة بين انصار جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور وهي مجموعة متمردة ترفض اتفاق الدوحة لوقف اطلاق النار وبين مؤيدين لهذا الاتفاق ادت لسقوط 30 قتيلا واصابة اخرين. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في الخرطوم صامويل هندريكس "لم يسمح لاي منظمة انسانية (وكالات الاممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية) بدخول المعسكر .. الوضع لا يزال خطيرا". ويعتبر معسكر (كلمة) اكبر معسكر للاجئين في العالم حيث يأوي نحو 80 الف نازح ويتخذه انصار جيش تحرير السودان معقلا لهم. وطلبت حكومة جنوب دارفور الاسبوع الماضي من بعثة حفظ السلام في دارفور تسليمها خمسة رجال وامراة من سكان (كلمة) متهمين بالتورط في احداث العنف المسلح التي شهدها المعسكر بيد ان البعثة لم تسلمهم المطلوبين حتى الان. وهددت سلطات جنوب دارفور باللجوء للقوة في حال اصرار البعثة الدولية علي توفير الحماية للمطلوبين البشير يتوعد بطرد المنظمات التي تتجاوز تفويضها من دارفور البشير : ليست هناك قوة على الأرض تمنعنا من محاسبة «المتفلتين» داخل المعسكرات الخرطوم : سامي عبد الرحمن: اكد الرئيس عمر البشير، حسم قضية دارفور والتوصل الي سلام شامل قبل نهاية العام الجاري، ووجه ولاة دارفور باستخدام سلطاتهم في ابعاد وطرد اية منظمة دولية واقليمية رسمية، سواء كانت وكالات امم متحدة، او اتحاد افريقي، او القوات المشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي «يونميد» حال تجاوزهم التفويض الممنوح لهم من قبل الحكومة وابلاغ الرئاسة،. ووجه البشير، لدي مخاطبته حشدا جماهيريا لابناء دارفور بقاعة الصداقة امس، نداء الى حملة السلاح بدعاوي الظلم والتهميش للجلوس الي طاولة المفاوضات وقال «الان دارفور ليست مهمشة وهنالك عدد من ابناء الاقليم في قمة السلطة واتخاذ القرار سواء علي المستوي التنفيذي او التشريعي»،واضاف ان الحرب ظلم وخراب ودمار وتشريد،وان ابناء دارفور هم من يخربون الاقليم برفع السلاح ،ودعا زعماء القبائل ورجالات الادارة الاهلية للتدخل لاقناع المتمردين بالعودة الى صوت العقل،مشيراً الى ان الحكومة اقرت استراتيجية جديدة للتعامل مع الازمة وحلها قبل نهاية العام الجاري. واكد البشير ان السلطات الحكومية سواء في دارفوراو الحكومة المركزية قائمة ولم تنهار واي «شخص يتجاوز حدوده وحدود التفويض الممنوح له يمكن ان تطردوه وتبلغوني» واضاف ان مهمة المنظمات الدولية والاقليمية هي دعم السلطة القائمة في تحقيق اهدافها وتابع «لانقبل من اية جهة كانت ان تعترض الحكومة في اداء دورها في تأمين المواطنين،وشدد علي ان معسكرات النازحين هي اراض سودانية وتحت السلطة السودانية «وما في سلطة في الدنيا يمكن ان تمنع الحكومة في دارفور عن اداء دورها في تأمين المواطنين ومحاسبة المتفلتين والخارجين عن القانون» وقال البشير، ان اختيار ابناء دارفور في مواقع مختلفة في الحكومة الاتحادية، لم يأت لمحاصصة او موازنات قبلية، او مجاملة «ولا لسد خانة» وانما جاء وفقا لقدراتهم وكفاءاتهم وجاء بعد تمحيص وتدقيق وخبرة سابقة وليس بالمجاملة او المنة. ورأي ان كل مواطن سوداني يمكن ان يصل الي اعلي المراتب في الدولة لكن ليس بالتمنيات ولا بالضغوط و التمرد، وانما بالكفاءة والمقدرة لملء الخانة. الى ذلك، امتدح البشير دور دول الجوار في دعم عملية السلام في دارفور،واشار الى الدور المهم الذي تلعبه قطر واميرها حمد بن خليفة آل ثاني،كما امتدح الجهود التي تبذلها تشاد ورئيسها ادريس ديبي الذي وصفه بالفارس الشجاع،في تأمين الحدود المشتركة من تحركات المسلحين،وكشف البشير لاول مرة عن رفضه لنصائح مقربين طلبوا منه عدم التوجه الى تشاد في رحلته الاخيرة،وقال ان هؤلاء حذروه من امكانية ان يسلمه ديبي للمحكمة الدولية او ان تعترض القوات الفرنسية طائرته وتقبض عليه،واشار الى انه رفض كل تلك التحذيرات وسافر الى انجمينا»لانني اعرف ديبي تماماً ،من قبل المجئ الى السلطة،وهو فارس شجاع،وكنت متأكداً ومطمئناً تماماً خلال زيارتي».