هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صباح الخير
بعيدا عن السياسة..أوراق من رصيف الذاكرة
نشر في الرأي العام يوم 10 - 08 - 2010

الى وزير الإسكان عبدالله حمد الآن جاء دوري في المظالم فمن ينصفني؟ تعودت الاهتمام بقضايا ومشاكل أبناء بلادي.. من خلال هذه الصحيفة ومن خلال عمودي اليومي ب«الرأي العام» «صباح الخير» وبحمد الله استطعت ان اجد لهؤلاء حلولاً جذرية للعديد من مشاكل المواطنين الذين طرحت مشاكلهم وبواسطة عدد من المسؤولين.. وعدد كبير من رجال المال والخير.. وما أكثرهم في بلادي. لكن اليوم فليسمح لي القاريء العزيز أن أطرح مظلمة ألمت بي شخصياً، لأن الجهة التي تسببت فيها أمطرتني بوعود كاذبة.. وهي اتحاد الصحافيين السودانيين الذي ناصرته.. وصوت له مرتين. والموضوع منازل الصحافيين.. وهي احدى إنجازات هذا الاتحاد العظيمة. قد تمت وحولوني الى صندوق الإسكان.. ووجدت حظي في الوادي الأخضر. وبما أنني من المفتونين بمدينة أم درمان ويربطني بها وله عظيم.. طلبت من مسؤول الإسكان.. ان يحولني الى أم درمان.. وقال لي منازل أم درمان خلصت. رفضت بحري.. واتصلت بالدكتور تيتاوي زميلي السابق ولسنوات طويلة بصحيفة «الأيام».. وقال لي أعطينا فرصة لمراجعة المسؤولين بالإسكان.. ونصحت ان اقبل بالوادي الأخضر وسوف نحولك الى أمدرمان.. وعندما عدت ثانية للإسكان قال لي الموظف المسؤول ان منازل الوادي الأخضر قد خلصت.. واندهشت وقلت لتيتاوي.. هل هي منازل أم طماطم؟ وظل الفاتح السيد الأمين العام للإتحاد.. والزميلة محاسن في حالة مراوغة معي ووعود لا تتحقق. لا أريد أن أكرر ما قاله الكثير من الصحافيين بأن منازل كبيرة منحت لأشخاص لا يتخذون من مهنة الصحافة مهنة ثانية لأنهم يعيشون منها معظمهم ضباط علاقات عامة.. والآخرين منحوا شهادة القيد فقط. منازل الصحافيين وكل المكتسبات التي حققها الاتحاد يجب ان تكون لصالح الصحافيين فقط. هناك الكثير من الأخطاء التي صاحبت هذا الأمر لا نريد أن نذكرها.. حتى لا نقلل من جهود هذا الاتحاد التي حققها لأهل الصحافة.. لكن يجب ان تكون إنجازاته للذين يتخذون من الصحافة مهنة لهم. ولا أدري الى أين ارفع هذه المظلمة وهذه الشكوى التي تسبب فيها الاتحاد؟ أخي تيتاوي.. واخي الفاتح.. آمل ان تتعاملا مع هذه الشكوى بجدية.. قبل ان اطالبهم بنشر اسماء الذين حصلوا على هذه المنازل كافة لنعرف كل ما أثير حولها. وأرسل هذه الشكوى للمسؤولين بالإسكان عن منازل الصحفيين.. وللرجل العظيم غلام الدين. والله الموفق وهو المستعان،،، شكراً الدكتور البرير.. وما زلنا في إنتظار مدير مرور الخرطوم كثير من المسؤولين لا يهتمون بما تطرحه الصحافة السودانية من قضايا ومشاكل.. تهم الوطن والمواطنين.. إما بسبب المشغوليات.. أو الكسل في المكاتب الاعلامية التابعة لهم. ويبدو أن مدير المرور يقع ضمن هذه القائمة الطويلة من المسؤولين، فقد ناشدناه الاسبوع الماضي لمعاينة احد أهم الشوارع الفرعية بجوار السفارة الأمريكية «القديمة».. بشارع علي عبداللطيف الذي يسير بإتجاهين الأمر الذي خلف اختناقات كبيرة في حركة السير.. وهو شارع لا يحتمل السير فيه باتجاهين. ولا أدري إن كان المكتب الصحفي للشرطة قد اطلع على تلك المناشدة أم لا؟.. وهو الذي عرف بدقة المتابعة وسرعة الردود. ادعو سعادة مدير مرور الخرطوم التكرم بإرسال من يعاين حركة هذا الشارع على الطبيعة ليقرر فيه ما يشاء. وبهذه المناسبة أود أن أشيد بمحلية الخرطوم التي ناشدتها في نفس الكلمة التي وجهتها الى المحلية ومدير المرور.. جاء الرجل المسؤول مسرعاً بفريق كامل وأزال النفايات الالكترونية فوراً وبوجوده.. واتخذ العديد من القرارات التي تعيد العافية لتلك المنطقة من الفوضى التي كانت تعيشها. هذا النوع من المسؤولين سريعي الاستجابة هم الذين نريدهم في حل مشاكل الناس، نريد الرجال الميدانيين.. وليس الذين يقبعون داخل مكاتبهم المكندشة يعتمدون في عملهم على التقارير المرفوعة دون رؤية الواقع الميداني.. ألف تحية لمحلية الخرطوم. وكان وجود الدكتور عبدالملك البرير معتمد الخرطوم في شارع «الرأي العام» محل الشكوى مثار اهتمام كل الناس وأشادوا بسرعة استجابته لشكوى «الرأي العام» وقد تفقد الشارع بنفسه.. واكتشف الكثير من المخالفات.. وقال إن الشارع كله مخالفات وأصدر العديد من القرارات التي ستعيد للشارع نظامه وتحمي المواطنين من مضار النفايات الالكترونية. وقد أشادت أسرة «الرأي العام» بسرعة استجابة الدكتور البرير.. وحضوره بنفسه لمشاهدة الشكوى من على أرض الواقع. نحن ما زلنا في إنتظار سعادة مدير مرور الخرطوم. سبدرات في شارع «21» العمارات إفتتح الأستاذ عبد الباسط سبدرات مكتباً أنيقاً للمحاماة في شارع«21» العمارات، وقد اتسم المكتب بالأناقة التامة في الأثاثات والديكور. وقد باشر الأستاذ سبدرات عمله هناك ومعه مجموعة من شباب المحامين. وقد زاره العديد من الأصدقاء والمحبين مباركين عودته لمهنته الأولى. جديد بالذكر أن سبدرات كان من أنجح المحامين قبل دخوله الحكومة في عهد الإنقاذ.. وكان محامياً متمكناً من عمله وكسب أشهر القضايا، وكان سبدرات يقضي كل شهر من رمضان من كل عام في مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- المنورة هو وأسرته.. ولكنه فقدها بمجرد دخوله حكومة الإنقاذ. وقد أقدم سبدرات بنشاط كبير في عمله.. ولكنني متأكد أن سبدرات في استراحة محارب لن تطول. عن الكاهن أحكي..!! عمر محمد الحسن الشهير بعمر الكاهن.. ولاسم الكاهن الذي ارتبط باسمه قصة سنرويها في نهاية هذا الحديث. عمر من أبناء عطبرة.. منطقة أم بكول.. عرفته منذ ثلاثين عاماً.. عندما كان يعمل مديرا لمكتب السيد مهدي مصطفى الهادي عندما كان محافظاً للخرطوم.. وهو أقوى محافظ مرّ على السودان. ولذكاء عمر اللافت.. ميكانيكيته المعروفة استطاع أن يكسب ثقة المحافظ بشكل كامل الأمر الذي سهل له السيطرة الكاملة على أمور المكتب.. وسط وجود عمالقة الضباط الإداريين الذين يديرون مكتب المحافظ مثل هاشم سهل وعلي الطيب وكامل عبد الماجد والمرحوم جلال البيلي إذ لا يستطيع أي صاحب غرض مهما كانت وظيفته وشأنه أن يقابل المحافظ دون مقابلة عمر الكاهن. وامتد نفوذ الشاب الصغير الى كافة الدوائر التابعة للمحافظة.. وتخصص في أداء المهام عالية السرية، وأصبح مقربا من كبار المسؤولين في الوزارات الاخرى والمؤسسات بفضل مقدراته على التوازن بينهم رغم صراعاتهم . وأذكر مرة.. وضمن فعاليات مهرجان الثقافة.. تقرر تكريم مجموعة من الفنانين وعلى رأسهم العملاق محمد وردي وكان من المفترض أن يكرم هؤلاء الفنانين الرئيس الراحل جعفر نميري.. وعندما علم نميري أن وردي ضمن المكرمين.. رفض الحضور لخلاف بينه وبين وردي منذ محاولة 19يوليو الانقلابية ، وآثر النميري الذهاب الى جناحه الخاص في السلاح الطبي بدلاً من أن يقف أمام وردي ويكرمه.. وكذلك أراد عدم إفساد المناسبة. وجاء نائبه الأول اللواء الباقر.. وقف أمامه وردي وقلده الوسام.. وصدر توجيه بعدم نشر صورة وردي مع اللواء الباقر.. استنجدت بعمر الكاهن.. ووقتها كنت أعمل في صحيفة (الأيام) جاءني ليلاً.. وذهب معي الى مطابع الأيام في بحري وتم وضع الصورة في الصفحة الأولى.. وإطمأن عليها بأن أحداً لم يأت بعده لنزعها.. وذهب ليلاً الى مهدي مصطفى الهادي وأخبره فعلياً طالباً منه حمايتي إذا قررت الدولة محاسبتي لنشر الصورة.. وبالفعل قام المحافظ الرائع بالواجب.. ولعل القليلين يعلمون مدى تأثير الأخ عمر البالغ على صدور العديد من القرارات المهمة آنذاك والتي من أهمها اغلاق بيوت الرزيلة. هذا هو عمر الكاهن أما قصة اسم الكاهن.. فهذه قصة تستحق أن نرويها.. فقد جاء مسؤول سابق يريد مقابلة مهدي مصطفى.. وكان الكاهن يكره الرجل.. وقال له هل مهدي موجود.. وأصر الرجل بأن مهدي موجود.. وبالفعل كان مهدي موجوداً داخل مكتبه. فما كان من عمر إلا أن فتح باب المحافظ على مصراعيه .. وقال له هل هذا مهدي المحافظ.. فقال له الرجل لا.. ومن يومها أطلق مهدي مصطفى لقب الكاهن على زميلنا وصديقنا عمر الكاهن حيث ارتبط الاسم باحدى الشخصيات في مسرحية «نبتة حبيبتي» التي كان عمر سببا في السماح بعرضها من على خشبة المسرح القومي على الرغم من تحفظ نظام مايو تجاهها لكنه اقنعهم بانها لا تمس النظام لا من قريب ولا من بعيد . وأذكر أن عمراً كان أول من دعاني في رمضان بعد عودتي من العراق لقد كان عمر عوناً لنا من بطش النظام المايوي واعان الكثيرين اللذين كانوا قد تورطوا في الخلاف مع النظام . أقول هذا تقديراً ووفاءً لهذا الشاب الرائع.. هناك خاصية غريبة لدى عمر. وهو يفرض وصاية تامة على من يحب.. وما أكثر أحبابه. وقد بررها بانه لا يود ان يعبث الآخرون بخلصائه اللذين يعرف قدرهم اكثر من غيرهم ولما عاتبته انه لم يتصل بي في الاردن ابان فترة علاجه هناك اثبت عمر عبر ابني مصعب انه كان يطمئن علي يوميا دون ان يشترط الحديث معي حرصا على راحتي .. واضحكني عندما قال ان قلبك كان معي قبل ان يعبث به الاطباء !!! قصة الخيانة في إعتقال الرئيس صدام سمعتها بصوته في عمان العاصمة الأردنية.. زارني الاستاذ خليل الدليمي المحامي.. رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس القائد الشهيد صدام حسين.. حيث حدثني باستفاضة عن جلساته مع الرئيس الشهيد وعن الأسرار التي قالها له.. وعن صموده الاسطوري أثناء عمليات التحقيق والاعتداءات التي تعرض لها بجانب مواقفه الجسورة أثناء المحاكمة الصورية ومواجهته للقضاة الذين عينهم الاحتلال الأمريكي. خليل شكا لي ظلم بعض رفاق الرئيس الشهيد الذين شككوا في بعض الأقوال التي نشرت في الكتاب.. على لسان الرئيس خاصة تلك المتعلقة بظروف اعتقاله وبعض الذين أوشوا به. وقد أسمعني على موبايله وبصوت الرئيس الشهيد حديثه عن تلك الظروف.. وتحدث بوضوح كامل عن الشخصين اللذين أوشيا به.. وعن اقتحام القوات الأمريكية للموقع الذي كان به أولاً وتحرك منه قبل ساعة الى موقع آخر.. وهو الموقع الذي اكتشفه احد الجنود الأمريكيين بالصدفة عندما شاهد ذلك «السلك» يتحرك، الذي قاد الجنود الى السرداب كما أسماه الرئيس صدام حسين وأسمعني له خليل الدليمي.. وفاجأوا الرئيس، وكان عددهم بالعشرات.. والدبابات تقف في الخارج والطائرات تحلق في السماء.. نهض الرئيس الذي تفاجأ بدخولهم.. وقال لهم نعم أنا صدام حسين رئيس جمهورية العراق. وما زال خليل الدليمي يحتفظ بهذا التسجيل الذي تحدث فيه الرئيس الشهيد صدام حسين. وهي ليست حفرة بمعنى الحفرة وإنما «بدروم» طابق تحت الأرض به غرفة ومطبخ صغير وحمام لكن شوه الأمريكان الأمر كالعادة. خليل تحدث لي بمرارة عن المؤامرة الكثيرة التي تعرض لها كتابة، عملية التزوير في الطباعة.. الأمر الذي أفرغ الكتاب الأصلي من مضمونه.. بحيث حذفت منه اهم البنود التي كشفت عن حجم التآمر على العراق ورئيسه.. الأمر الذي عرض خليل الدليمي والناشر لخسائر مادية فادحة. في أغنياتي وذكرياتي حمد الريح وعمر الجزلي إبداع متميز استمتع كثيراً هذه الأيام بالحوار الجاد والمميز الذي يجريه المذيع والإعلامي الكبير الأستاذ عمر الجزلي مع الفنان الكبير حمد الريح في برنامجه الناجح (أغنياتي وذكرياتي). وشخصي الضعيف صديق قديم ووفي للإذاعة السودانية إذاعة البيت السوداني ومعجب جداً ببرامج الأستاذ روضة الحاج هذه الشاعرة الرائعة.. والشاعر الناقد المتميز محيي الدين الفاتح.. هذا الرجل المتدفق ثقافة ومعرفة وبالمذيعة الرائعة لمياء متوكل. عمر الجزولي.. أعادنا وأعاد حمد الريح الى زمنه الجميل.. عندكا كان يغني أروع الشعر لأروع الشعراء.. صلاح أحمد ابراهيم وعبد الواحد عبد الله ونزار قباني وبألحانه الرائعة. وحقيقة هناك فروق كثيرة.. في الذي كان يصدح به حمد الريح زمان.. والذي يصدح به هذه الأيام.. وهذه وجهة نظر شخصية.. قد يتفق معي كثيرون ويختلف معي كثيرون أيضاً.. والأمر بسيط واضح فلنستمع لأية أغنية من أغنيات حمد الريح الرجل الفنان والمثقف الذي كان يغني نصوصاً شعرية رائعة باختياره هو وليست مفروضة عليه وبين أغنياته الأخيرة المفروضة عليه. المهم هذه اختيارات أخي وصديقي حمد الريح.. لكننا كمستمعين عايشنا زمن حمد الريح الجميل علينا أن نقول رأينا.. ولا يهمنا بعد ذلك. لأننا نرى في حمد الريح فناناً كبيراً يجب أن لا يهبط مستوى أغنياته.وحمد الريح فنان مثقف يعرف كيف يختار قصائده الرائعة.. ويعرف كيف يتحدث في المقابلات
الإذاعية.. وحمد رجل فنان مطبوع.. يمتلك كل صفات الفنان المبدع والفنان الإنسان. في حديثه مع عمر الجزلي.. تحدث عن أغنية الرحيل التي كتبها صديقنا الراحل سليمان عبد الجليل عندما هجَّر نظام عبود أهله من حلفا القديمة.. وهي أغنية رمزية ووطنية تتحدث عن حنين أهل حلفا لمنطقتهم القديمة.. وهي ذات ملامح سياسية رافضة لذلك الرحيل. ثم تحدث عن أغنية طير الرهو.. التي كتبها المبدع الراحل اسماعيل حسن وأبدع في تلحينها وأدائها حمد الريح.. وهي أغنية رمزية سياسية ذات حنين دافق كتبها اسماعيل حسن في صديقه الراحل الشريف حسين الهندي.. عندما التقاه في الحج وأطلق عليه طير الرهو الذي يهاجر من منطقة الى أخرى. وكانت أول كلمة قالها اسماعيل عندما التقى صديقه الشريف حسين.. وقال له وينك يا رهو وما كنت قايل بلقاك يا رهو.. كانت هذه الكلمات مدخلاً لتلك القصيدة الرائعة. حمد الريح جذب كل المستمعين بإجاباته الرائع وبأسئلة عمر الجزلي المتميزة. تحياتي للصديقين حمد الريح وعمر الجزلي.. وفي انتظار المزيد من الإبداع. الى الدكتور كمال عبيد حماية إذاعة أم درمان من إذاعات الثرثرة الخاصة أمر مطلوب في كل صباح جديد تدير فيه مؤشر الراديو.. تقفز اليك إذاعة جديدة.. حتى كاد الحصول على الإذاعة القومية أمراً في غاية الصعوبة.. بينما قويت هيئة الإذاعة البريطانية ومحطة سوا «صوت أمريكا سابقاً».. معظم هذه ا لإذاعات الخاصة ليست لها أهداف واضحة سوى الأهداف التجارية من خلال الإعلان، لكن بعضها يقدم رسالة مفيدة، ولا أدري إذا كان المسؤولون من منح رخص الإذاعات الخاصة يعتقدون ان هذا المنهج يدخل في باب الديمقراطية أو التحول الديمقراطي. أحسب ان هذه الإذاعات وما تبثه من مواد معظمها غير مفيد.. بل القصد منه إشغال الناس عن قضاياهم وهمومهم الأساسية. بعض هذه الإذاعات تجارية بحتة استغلها أصحابها من أجل التجارة.. لأنها لا تناقش أي قضايا لا سياسية ولا اجتماعية ولا اقتصادية. أقول يجب على المسؤولين في وزارة الإعلام إعادة النظر في هذه الإذاعات الكثيرة. وهنا أعول كثيراً على الدكتور كمال عبيد والشابة المستنيرة سناء حمد وزير الدولة بالإعلام في إيقاف هذا العبث الإذاعي. واقترح عليها تكوين لجنة واسعة يترأسها البروفيسور علي شمو وعدد من خبراء الإذاعات في بلادنا وما أكثرهم لتقويم أداء هذه الإذاعات واتخاذ القرارات اللازمة.. كما ينبغي ان تكون هذه اللجنة هي المسؤولة عن منح التراخيص لأية إذاعة جديدة. أقول لكم ان من يعتقد ان كثرة الإذاعات الخاصة أو الصحف الخاصة.. أن بلادنا تعيش ديمقراطية لكثرة هذه الأعمال فهو واهم. كثرة هذه الإذاعات حرمتنا من سماع إبداع روضة الحاج ومحيي الدين الفاتح ولمياء متوكل ومقدمة صالون حواء الرائعة وبعض هذه الإذاعات برامجها متشابهة ولا تعمل في التخصص الذي مُنحت بموجبه الترخيص مثلهاه مثل بقية الفضائيات التي بدأت في التكاثر او التناسل.. وتعمل خارج إختصاصها أيضاً، الأمر يحتاج الى إعادة نظر.. وأن بلاوي كثرة القنوات أقل من كارثة الإذاعات والقنوات نفسها التي بدأت تتناسل بشكل مستمر. العدالة وقصور القانون بقلم: داليا بركات رسالة لك سيادة القاضي.. من أم سودانية.. عادية جداً.. ومستفزة جداً جداً جداً. سيادة القاضي.. قد تستغرب من هذه الرسالة، فلا أظن قد وصلتك رسالة كرسالتي هذه من قبل.. رسالة تخص قضية.. من شخص خارج دائرة القضية.. ولا يمت لها بصلة.. سيادة القاضي، اكتب لك بعد خبر قرأته في الصفحة الأولى بإحدى الصحف الرائدة.. مفاده: إصدار حكم بحق متهم باغتصاب طفلتين بالسجن منذ سبع سنوات والجلد مائة جلدة.. مع العلم بأنه تم القبض عليه في مكان الحادث. وللشهادة سيادة القاضي بدأت قراءة هذا الخبر بمنتهى الهدوء وانتهيت منه بمنتهى الغضب.. بدأته بمنتهى الحيادية وانتهيت منه بمنتهى العدائية.. بضعة سطور ملأتني.. سخطاً وغضباً واستياء واستفزازاً.. وخوفاً.. وأنا كما قلت سابقاً.. لا أمت للمجني عليهما أو الجاني بصلة.. فقط.. تجمعنا.. أرض واحدة. سيدي القاضي.. استميحك عذراً.. في سبع سنوات ومائة جلدة.. وفي كيفية قياس الحكم الصادر بحجم الضرر.. وأنا كما قلت سابقاً.. أم سودانية.. عادية جداً.. سيدي القاضي: هل يا ترى سبع سنوات.. تكفي لتجاوز معاناة الطفلتين في نظرة المجتمع لهذه الجريمة في كل الأماكن.. ابتداء من الأسرة الصغيرة.. والكبيرة.. والمدرسة.. والحي.. إنتهاء بالعشيرة؟ هل يا ترى سبع سنوات.. تكفي لتجاوز هاتين الزهرتين لهذه الجريمة في كل الأزمان.. ابتداء من الآن.. وبعد سنة.. وبعد سبع سنوات.. وبعد عشر.. عشرين.. وحتى الممات؟ ها يا ترى سبع سنوات كافية لشفاء هاتين الطفلتين من كل أنواع الخوف وعدم الثقة وعدم التوازن والإحساس بالألم والعزلة الاجتماعية وكل المشاعر السلبية المترسبة؟ هل يا ترى سبع سنوات.. كافية لحجم الضرر الأكاديمي المتوقع؟ هل يا ترى سبع سنوات.. كافية لإذلال مدرستين مستقبليتين، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق؟ هل يا ترى سبع سنوات.. كافية لقتل كل اللحظات الجميلة ابتداء من الطفولة وبراءتها وتلقائيتها وحتى لحظات الزفاف المنتظرة؟ هل فكرت في إحساس هاتين الطفلتين بعد سبع سنوات.. إذا جمعتهن الحياة صدفة بهذا الجاني.. مواطن.. حر.. طليق.. يمارس كل حقوق المواطن الصالح.. هل شريط ذكريات سبع سنوات كاف.. لإندمال الجروح؟ هل تأكدت.. سيادة القاضي.. بأن هذه السنوات السبع كافية لهاتين الزهرتين لتجاوز التجربة القاسية والمؤلمة، التي قرر الجاني ان يخُضنها.. بغير حول منهما ولا قوة.. وهل المائة جلدة التي هي قصاص الزنا.. وليس الاغتصاب.. كافية.. مع العلم ان حد الزنا عندما يمس حقوق شخص آخر كالزوج أو الزوجة يتحول لرجم!! فما بالك بطفلتين بريئتين في فعل منافٍ للدين والعرف والعادات ومرفوض من النفس البشرية السوية. سيدي القاضي.. كل هذا عن الطفلتين فقط.. ناهيك عن أسرهن عن الوالد والوالدة.. صدقني ان هذه الأم ستُقتل آلاف المرات.. ولن يندمل جرحها أبداً. ففكرة ان أطفالي مكانهن.. ترهقني.. وتخيفني.. وترعبني.. وتحسسني بالعجز في ظل إحساسي بغياب القصاص المناسب. سيدي القاضي.. لك ان تحس إحساس الوالدين.. وفلذة كبدك.. تتعرض لهذه التجربة المؤلمة.. مستمرة العواقب.. والحكم سبع سنوات.. هل تكفي؟ عفواً.. سيدي.. ولكن الحكم الصادر.. أقلقني.. وجعلني أشعر بالخوف في موطني.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.