اكدت الولاياتالمتحدة ان وجودها العسكري في العراق بعد انسحاب كامل للقوات الامريكية المقرر نهاية العام 2011 لن يزيد عن بضع «مئات» من الجنود، وذلك رغم المخاوف التي اعرب عنها الجيش العراقي لجهة عدم جهوزيته لتسلم كامل المهام الامنية قبل 2020م. وفي الوقت الذي اعلن فيه رئيس اركان الجيش العراقي ان انسحاب كامل القوات الامريكية من العراق نهاية 2011 سيكون سابقاً لاوانه، اكد مستشار نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لشؤون الامن القومي انتوني بلينكن ان هذا الانسحاب حاصل لا محالة. وقال بلينكن خلال مقابلة مع وسائل اعلام عدة «سنفعل في العراق ما نفعله في العديد من بلدان العالم التي نقيم معها علاقات في المجال الامني تشمل بيع تجهيزات عسكرية امريكية او تدريب قواتها». واوضح انه داخل سفارتها في بغداد وتحت اشراف رئيس البعثة الدبلوماسية ستستحدث الولاياتالمتحدة «مكتباً للتعاون الامني» سيكون صلة الوصل بين الجيش الامريكي والقوات العراقية. واضاف مستشار بايدن، الذي يتولى الملف العراقي في البيت الابيض، «في العادة هذا الامر يتطلب عدداً قليلاً من العسكريين»، مضيفاً «ولكن عندما اقول قليلاً لا أعني آلاف الجنود، بل العشرات او ربما بضع مئات، هذا بالضبط ما يجب ان يحصل». من جانبه اعلن رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري ان القوات العراقية لن تكون قادرة تماماً على تولي الملف الامني قبل 2020 وستكون بحاجة للدعم الامريكي حتى ذلك الحين. وقال زيباري في مؤتمر عقد لتقييم جاهزية القوات الامنية لحماية البلاد بعد انسحاب القوات الامريكية، ان «استراتيجية بناء القوات تسير على ثلاث مراحل مهمة جدا ويجب الحرص عليها». واضاف انه بالنسبة الى انسحاب القوات الامريكية يتوجب «على السياسيين ايجاد اساليب اخرى لتعويض الفراغ ما بعد 2011، لان الجيش لن يتكامل قبل عام 2020». وتابع «لو سئلت عن الانسحاب لقلت للسياسيين يجب ان يبقى الجيش الامريكي حتى تكامل الجيش العراقي عام 2020». وتأتي هذه التصريحات قبل ثلاثة اسابيع من الموعد المحدد لانهاء مهمة القوات القتالية الامريكية في العراق. وقبيل ساعات من تصريح بلينكن اكد البيت الابيض ان الجيش الامريكي يتقدم وفق «المهل المحددة» لانهاء مهمته القتالية نهاية اغسطس. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس «اننا نعمل ضمن المهل لانهاء مهمتنا القتالية» في العراق. وجمع اوباما الاربعاء فريقه للامن القومي من مدنيين وعسكريين لمناقشة الوضع في العراق، في وقت لم يتم حتى الآن تشكيل حكومة في العراق بعد خمسة أشهر من الانتخابات التشريعية. ومن المقرر ان ينهي الجيش الاميركي، الذي ينشر حاليا حوالى (64) ألف عنصر في العراق، مهمته القتالية في هذا البلد في 31 اغسطس طبقاً لخارطة الطريق التي اعلنها اوباما عند توليه مهام الرئاسة مطلع 2009م. اما ال (50) ألف جندي اميركي الذين سيبقون في العراق بعد هذا التاريخ، من اجل تدريب الجيش العراقي خصوصاً، فمن المقرر ان يتم سحبهم بالكامل بحلول نهاية 2011م وعلى الرغم من التراجع النسبي في اعمال العنف في العراق، الا ان هذا البلد لا يزال يشهد هجمات واعتداءات دامية، وقد سجل سقوط ستين قتيلاً على الاقل نهاية الاسبوع الماضي. وتعليقاً على تصريح زيناوي قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان الولاياتالمتحدة «لديها اتفاق مع العراقيين» حول موعد الانسحاب. واضاف «اذا تشكلت حكومة عراقية جديدة واذا ارادت البحث (في موعد الانسحاب)، فنحن جاهزون للتفاوض، ولكن هذه المبادرة يجب ان تأتي من العراقيين». وخلافاً لمخاوف رئيس الاركان العراقي اكد بلينكن، نقلا عن الجنرال رايموند اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق، ان «الوضع على الصعيد الامني يتطور ايجابياً». وإذ أقر بأن وتيرة اعمال العنف قد تتصاعد مع اقتراب موعد الحادي والثلاثين من اغسطس، اكد بلينكن انه، بالرغم من عدم تشكيل حكومة عراقية جديدة، فليس هناك حاليا «فراغ في الحكم» في العراق، كون الحكومة المنتهية ولايتها تتولى تصريف الاعمال في البلاد. وقدم مسؤولون أمريكيون تقييما متفائلا للوضع في العراق رغم اخفاق السياسيين العراقيين في تشكيل حكومة بعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات ورغم زيادة حادة في عدد القتلى من المدنيين في شهر يوليو. ويتوقع مسؤولون أمريكيون تصاعدا في العنف مع محاولة مقاتلي القاعدة استغلال عدم اتفاق الفصائل السياسية على حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية في مارس. واندلع عنف طائفي بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت العام 2005 عندما استغرق التفاوض حول تشكيل حكومة جديدة أكثر من خمسة أشهر. وقال توني بلينكن عضو مجلس الامن القومي إن تنظيم القاعدة «يحاول العودة الى اللعبة» بعد مقتل او اعتقال (34) من بين أكبر (42) قائداً بالتنظيم في الاشهر الاربعة الاخيرة. وأضاف قوله «لقد نكسوا نكسة شديدة لكنهم لم يخرجوا بعد من الصورة.»وتقول الوزارات العراقية إن عدد المدنيين الذين قتلوا في تفجيرات وحوادث اطلاق رصاص وهجمات أخرى تضاعف تقريبا في يوليو الى (396) من (204) في يونيو. وقتل ايضاً (50) جندياً و(89) شرطياً. ويؤكد مسؤولون أمريكيون ما تراه واشنطن من تزايد قدرات قوات الامن العراقية التي ستتولى المسؤولية في 31 أغسطس عندما يتحول دور القوة الامريكية التي سيبلغ قوامها نحو (50) ألفاً في ذلك الوقت الى دور استشاري ومساعد فقط.ووعد أوباما بسحب كل القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية العام 2011 بموجب اتفاق أمني وقعته الولاياتالمتحدة والعراق وقال رودس ان «كل الانظمة» في الحكومة الامريكية تعمل نحو الالتزام بهذا الموعد.لكن مسؤولين أمريكيين قالوا ان بعض العسكريين سيبقون للمساعدة على تدريب القوات العراقية على استخدام المعدات العسكرية التي يشتريها العراق من الولاياتالمتحدة.وقال بلينكن ان أولئك العسكريين الذين قد يكون عددهم بالعشرات «وربما مئات» سيعملون تحت اشراف السفير الامريكي وسيكون مقرهم السفارة الامريكية.وقال جيم جونز مستشار الامن القومي لاوباما ان الجيش الامريكي درب جيوشا أجنبية في أنحاء العالم وقدم لها المشورة.وأضاف في مقابلة مع قناة سي.ان.ان الاخبارية «مع وجود علاقة طبيعية مع عراق جديد وحكومة جديدة نعتزم أن نقيم تلك العلاقة.»غير أنه أضاف أنه لن يكون هناك وجود كبير للقوات الامريكية في العراق بعد نهاية 2011م.