يمكن ان تنسى الأم آلام تلك الساعات ولكنها لا تنسى أول «صرخة» وأول كلمة «ماما» إنها أحاسيس لا تدركها سوى الأمهات.. فبعد أيام وشهور تتلمس فيها احشاءها وتخشى أن يكون شيئاً قد حدث وهي لا إرادياً تضع يديها على بطنها «فرحة» بعد أن تسلمت الرسالة «صرخة الألم» ثم صرخة الحياة.. قرة عين وقلب. من يتذوق طعم تلك اللحظات يتمنى أن يعيشها ألف مرة وتبقى لكل أم ذكريات خاصة لا يمر بها غيرها أبداً. * تتذكر «ماجدولين مدثر» ذلك الحدث وتروي: كنت في فرح احدى صديقاتي .. وشعرت «بخبطة في بطني» فزعت وفرحت.. وقالت لي صديقتي التي كانت بجانبي مبروك «البنت» ثم رجعت البيت واستعنت بسيارة الجيران ووصلت المستشفى ثم دخلت في غيبوبة واستيقظت على صوت القابلة وهي تقول لي «مبروك» نسميها منو»؟؟ أما سهيلة مصطفى وهي تحتضن طفلتها قالت: كنت خائفة جداً على ولادة طفلتي أكثر من نفسي،، وقد كان حملها طبيعياً حتى آخر يوم ولكن فجأة تعبت وقال الطبيب ان الولادة في خطر ولابد من إجراء عملية وصرت أصلي أنا وأمي واخواتي ثم وضعت بعملية وسمعت أحلى صرخة ل«طفلتي». اما «أمل مصطفى» فقد سردت لنا بصراحة قصة مولودها الأول وقالت: كنت قد اتفقت مع خطيبي قبل الزواج ان نؤجل الإنجاب لفترة عامين بعدما نتزوج، حتى تتحسن أوضاعنا المادية خاصة وأن عمرنا مناسب، ولكننا لم نبق على إتفاقنا وحملت ولكن زوجي ظناً منه بأنني أخليت بالإتفاق لم يتقبل خبر حملي بفرح كما كنت أتوقع، وتألمت كثيراً لذلك لأنها كانت بالنسبة لي لحظة لا تُنسى خاصة يوم «الولادة» وكان «ولداً» ضممته الى صدري على الرغم من صعوبة الحركة مع الولادة القيصرية. د. نصرالدين مكي أبو - اختصاصي النساء والتوليد أوضح ان الولادة شيء فسيولوجي «طبيعي» مؤكداً ان أول مولود مثل آخر العنقود، لكل أهميته، وقال نحن كأطباء نتعامل مع الأم والمولود بكل لطف ومرونة واهتمام، حتى تضع الأم مولودها في أفضل صحة وأسلم طريقة.. ونمكنها من القيام بواجباتها تجاه طفلها بأسرع وقت وهذا لا يتأتي إلا بعنايتها المبكرة منذ فترة كافية من بداية الحمل وذلك بالمتابعة اللصيقة مع الطبيب أو الزائرة الصحية حتى تمكنهم من تشخيص أي مرض وعلاجه في المراحل الأولى لكي تكون الأم بصحة جيدة ومهيأة نفسياً وذهنياً لتقبل المولود، لأن بعضهن يرفضن الطفل.. وواصل د. «أبو» حديثه: على الأم متابعة حالة جنينها من أيامه الأولى حتى يكون النمو طبيعياً لتفادي مشاكل السكري وضغط الجنين، وأنوه الى أن الكشف الدوري مهم لأن بعض النساء الصغيرات السن يُصبن بالجنون.