يمضى الزمان إلى حيث يريد وبنو آدم وبنات حوّاء ما ينفكّون يبحث كل منهما عن (ماهيّة) الآخر... لا يستطيع رجل الإدّعاء انّه بوسعه إصدار الطبعة الأخيرة من كتاب (المرأة), كما لا تزعم إمرأة بأنها قادرة على عرض النسخة النهائية من فيلم (الرجل)... ويمضى كل منهما إلى غايته وفى نفسه شئ من حتى و(حِتّة) من شئ! يزداد لغز الرجل والمرأة فى العالم الثالث (غموضاً) لكنّه فى العالم الأوّل يزداد توهجاً, فقد استطاع هذا العَالَم إكتشاف الأراضى الجديدة وإكتشاف مواقع النجوم لكنّه لم يكتشف كيمياء المرأة! الباحث الامريكى المعرفى جنجور مارك بعد رصده لعدد من المراقبات لطبيعة الذكر وطبيعة الأنثى توصّل إلى نتيجة كليّة, هى أنّ الطبقة الكامنة ما وراء تشريح المُخّين تختلف, فمخ الرجل على شكل صناديق, يختزن نشاطه ويقسّمه إلى صناديق, كل صندوق لا علاقة له بالآخر... بينما المرأة مركز تفكيرها على شكل شبكة, كل نقطة شبكيّة تتصل بالنقطة الاخرى فتشكّل شبكة كبرى... والنتيجة النهائيّة أن مخ الرجل صناديقى ومخ المرأة شبكى! إذا أراد الرجل التفكير فى أمر يفتح صندوقا واحدا ويترك الصناديق الأخرى مغلقة... لا يفتح صندوقاً آخر إلا إذا اغلق الصندوق الذى كان مفتوحاً... إذا أخذته فكرة فتح الصندوق الذى يلائمها وترك الصناديق الاخرى... إذا أراد دخول مشروع استثمارى فتح صندوق النقد وترك صندوق البريد مغلقاً! امّا المرأة فتستطيع أن تدير شبكتها التفكيريّة معاً فتطهى كيكة وترضع صغيرها وتشاهد مسلسلاً تركيّاً وتتكلم بالتلفون وتتحدث مع جارتها, كل ذلك فى وقتٍ واحد... وإذا حلمت المرأة فإنّها تحلم احلاماً أكثر تفصيلاً, ليست كأحلام الرجل معظمها متقطّع... ولذلك فإنّ من أسماء المرأة (أحلام) وهى ليست من أسماء الرجال, فغاية ما يتسمّى به الرجال هو (حلمى), دون أن يعرف أحد ما هو حلمه! سيدوم اللغز ما حيينا... كلُ جيل يسّلم اللغز للآخر حتى قيام الساعة وربّما يحل نفخ الصور يوم القيامة لغز الرجل للمرأة ولغز المرأة للرجل... أمّا على الأرض فيبقى النزاع المُسْتَظرف بين الصندوق والشبكة!!