تباينت آراء الخبراء والاقتصاديين حول استفادة السودان من عضويته في منظمة السوق الأفريقية المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا الكوميسا منذ انشاء هذا المجمع في العام 2001م وحتى الآن، بينما تؤكد وزارة التجارة الخارجية ان السودان حقق مكاسب عديدة من عضويته في هذا التجمع. وقال إستيفن دكتور - الأمين العام لأمانة الكوميسا بوزارة التجارة الخارجية - ان السودان استفاد من الكوميسا في عدة جوانب من بينها تسهيل حركة التبادل التجاري مع الدول الاعضاء وزيادة الصادرات للأسواق المختلفة بجانب ثقة الدول الاعضاء في السودان واختياره ليكون مقراً دائماً لمحكمة عدل الكوميسا بالخرطوم التي سيتم افتتاحها في الاشهر المقبلة. وأضاف استيفن في حديثه ل (الرأي العام) ان السودان سيستفيد خلال الفترة المقبلة أكثر خاصة بعد وضع دراسة شاملة للسوق الأفريقية ومعرفة المنتجات والسلع التي تحتاجها الأسواق في الدول الاعضاء والعمل على انتاجها بالجودة المطلوبة. وكشف تقرير اقتصادي رسمي عن ان السودان يصدر لأسواق الكوميسا جملة من السلع والمنتجات التي يتميز السودان بانتاجها منها (السكر والصمغ العربي والقطن والفول السوداني وحب البطيخ والبرسيم والذرة وبعض الحلويات والملبوسات وغيرها). وأكد التقرير ان فائدة السودان من عضويته في تجمع الكوميسا تزيد عن (70%) بفعل تصديره للسلع الصناعية والزراعية لأسواق دول الكوميسا بجانب استضافة السودان لمحكمة عدل الكوميسا. وعزا التقرير عدم استفادة السودان من عضوية الكوميسا بنسبة (100%) لوجود بعض المشكلات خاصة تأثر السودان بالصراعات والحروب الدائرة بدارفور حالياً وقبلها بالجنوب التي ادت لنقص حاد في وسائل النقل وارتفاع الأسعار وغيرها من المعوقات الأخرى. وأكد فضل عبد الله فضل - وزير الدولة بوزارة التجارة الخارجية - ان السودان سيحقق مكاسب عديدة من عضويته في تجمع الكوميسا خاصة بعد ان تم اختياره ليكون المقر لمحكمة عدل الكوميسا، مشيراً الى ان المحكمة سيكون لها دورها الواضح في الفصل في النزاعات والمشكلات التي تنتج بين الدول الاعضاء في اي قضايا تجارية. وقال الوزير ل (الرأي العام) ان اختيار السودان ليكون مقراً للمحكمة يؤكد انه عضو فاعل ومهم في المنظمة ويعول عليه كثيراً في حسم أية مسائل تواجه الدول الاعضاء. وقال قنديل إبراهيم - أمين أمانة الاتفاقيات الدولية باتحاد عام أصحاب العمل - ان مشاركة السودان في اجتماعات قمة الكوميسا المنعقدة هذه الأيام بسوازيلاند لها ايجابياتها في المجالين السياسي والاقتصادي. وأوضح قنديل ان الهدف الأساسي من هذه القمة هو جمع وتوحيد جميع الدول الاعضاء في تكتل واحد مشيراً الى ان العالم كله يتجه نحو الوحدة والتكتلات المختلفة التي تعين على الاتفاق وحل اية مشاكل تواجههم.وذكر قنديل في حديثه ل (الرأي العام) أن من الفوائد الاقتصادية لتجمع الكوميسا هو فتح المزيد من الأسواق للصادرات السودانية، إلاّ أنه كشف عن وجود بعض السلبيات التي تواجه هذا الجانب والتي منها ان صادراتنا لا تزال تقليدية وغير متنوعة داعياً إلى وضع معالجات حاسمة لها، وقال إننا في ال (50) عاماً الماضية كنا «مقفولين عن العالم». وشدد قنديل على ضرورة تقليل فاتورة الاستيراد وتطوير الانتاج بغرض الصادر ومراعاة حاجة الأسواق بالدول الأعضاء والعمل على تقليل الفاقد الضريبي وحل كافة المعوقات التي تواجه عضويتنا في هذا التجمع المهم. وقال قنديل إنهم سيشاركون في تقديم عدد من الاوراق في مؤتمر الكوميسا ومناقشة الكثير من المسائل المهمة، مشدداً على أهمية وجود السودان في التكتلات الدولية لانها تضمن خلق منافذ للسلع صادراً ووارداً وتسهيل فرص المنافسة في الأسواق المختلفة مبيناً ان عدم المشاركة في اي تجمع تعني فرض العزلة على السودان والتي تكون لها عواقب وخيمة.من جانبه أكد د. سيد علي زكي - الخبير الاقتصادي - أهمية انضمام السودان للتكتلات الاقليمية التي تحقق فوائد عديدة منها ضمان زيادة العائدات من الصادر وتلبية احتياجات الأسواق المختلفة بالسلع التي يتميز بها السودان. وقال زكي ل (الرأي العام) إن السودان حقق فوائد عديدة من عضويته في منظمة الكوميسا في كثير من المجالات وتوقع ان تتضاعف هذه الفائدة في الفترة المقبلة.