انعقد يوم الاثنين الماضى مؤتمر الغابات لدول افريقيا و الشرق الادنى وهو مؤتمر يعد من اهم المؤتمرات التي انعقدت مؤخرا بالنسبة للقارة الافريقية وبالنسبة للسودان، وقد يكون لدى القارئ احساس بأن الغابات ليست من اهتمامته، ولاهى من اولويات الدولة، ولكن اقول ان الوضع القديم قد تغير وان الغابات اصبحت من اهم الموارد التي يجب ان تهتم بها الدولة لأنها الغطاء النباتى الذى يحفظ التربة الخصبة، وهى الان من اهم العوامل لدرء اثار الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية الخطر الذى اصبح العالم يعمل لها الف حساب، وتقرع لها اجراس الخطر. وهذا المؤتمر جاء انعقاده لحسن الحظ متزامناً مع التحذير الذى اطلقه مدير صندوق الغذاء العالمى قبل ايام والذى حذر فيه من النقص فى الغذاء العالمى، واكد انه الخطر القادم لامحالة فى العقود القادمة والذى سيهدد العالم ولاسيما افريقيا التي تأثرت كثيرا بالتغيرات المناخية والاحتباس الاحرارى، وكان قد امن على هذا التحرير المدير العام لمنظمة الزراعة والاغذية العالمية (الفاو) لذلك فان افريقيا مطالبة بالتحوط لما هو قادم لامحالة بأخذ التدابير الازمة بواسطة حكمائها والمجتمع الدولى لمحاربة مشكلات الجفاف والتصحر والتي من ضمنها الغطاء النباتى للأرض الذى يمثل الاهتمام بالغابات والاحزمة النباتية الواقية من الرياح، ومن هنا جاءت اهمية المؤتمر الذى انعقد فى الخرطوم واهمية العلاقات الطردية للغابات كغطاء وتوفير الغذاء للشعوب كضرورة . افريقيا هى القارة من دون قارات العالم التي تشهد ارتفاعا فى درجات الحرارة ارتفاعاً يفوق القارات الاخرى، وهى حاليا اكثر القارات تأثرا بالتغيرات المناخية وقد ادى ذلك مؤخرا الى تدنى الانتاج من المحاصيل الغذائية من الذرة الرفيعة والدخن والذرة الشامية بحوالى 10% من سنة لاخرى، واخر التقارير تقول ان فى تنزانيا وكينيا والصومال وجيبوتى واثيوبيا تدنى الانتاج بنسبة 30% اى الثلث بسبب التغيرات المناخية والجفاف والزحف الصحراوى فقد قال رجل من قبيلة الماساى بكينيا ان الرياح كانت تهب عليهم من الغرب، وتأتى بأمطار غزيرة للزراعة ولكن الحال فجأه تغير فأصبحت الرياح تهب من الشرق وتحمل معها امطار قليلة غير كافية لنمو المحاصيل، ونتيجة لذلك بدأت الكارثة، وعضدت ذلك القول امرأة صومالية التي لم تحقق شيئا يذكر من حقلها الصغير فقالت ان الامطار قد شحت في السنين الخمس الماضية، وان القارة مهددة بنقص كبير فى الغذاء اكثر مماهو حادث، وان النذر القليل الذى يهطل تحمله الرياح المصاحبة له بعيدا عن الحقول، وبعدها اصبح الجفاف هو المسيطر على المنطقة هذه الشهادة هى الدليل على ان القارة مهددة بنقص كبير فى الغذاء اكثر مما هو حادث الان وليس الوضع خطيراً فقط فى افريقيا الشرقية بل ان الوضع مشابة فى افريقيا الغربية والساحل الشمالى الغربى ووسطها وجنوبها الشرقى. فافريقيا التي ظلت لعقود تعانى من المجاعة والايدز والبطالة الان مهددة بنقص حاد فى الغذاء وهى التي تضم حوالى 500 مليون يعيشون تحت خط الفقر. فى السودان ومع ترحيبنا بانعقاد المؤتمر بالخرطوم جاءت الاخبار مطمئنة من الجزيرة الخضراء على لسان رئيس مجلس ادارة مشروع الجزيرة الشريف عمر بدر، وعلى لسان المدير العام للمشروع د.كمال نورين بداية موسم حصاد القمح هذه الايام، وان الانتاج فاق الطموحات وهذه الاخبار المطمئنة من الجزيرة متزامنة مع انعقاد مؤتمر الغابات بالخرطوم هما حافزان للتفاؤل، اننا نمضى فى الطريق الصحيح بالاهتمام بالبيئة وانتاج غذائنا وهذان هما اهم التحديات فى الوقت الحالى امام سلطان الطبيعة .