اعلان الرئيس اليوغندى يورى موسفينى عن رغبته فى خوض معركة الرئاسة من خلال انتخابات فبراير المقبل ضد منافسه الدكتور كيزا بيسيجى يفتح الباب مجددا امام جدل سياسى لا ينتهى بشأن عدد ولايات الرئيس فى البلدان الافريقية. والانتخابات المقبلة من جهة اخرى تشكل فرصة جديدة للمنافس التقليدى كيزا الذى خسر امام موسفينى فى ثلاث جولات رئاسية خلال الاعوام 1996 و 2001 و2006 والرجلان المتنافسان على الرئاسة منذ اكثر من عقد من الزمان كانا فى البدء رفيقين. وكان الدكتور كيزا الطبيب الخاص لموسفينى ايام حركة المقاومة الوطنية منذ العام 1981 وحتى العام 1986م. ورغم ان سنوات النضال جمعتهما ولكن السياسة فرقت بينهما. فى العام 2000 عندما اتهم كيزا حكومة موسفينى بالفساد وانشق عن حزب حركة المقاومة الوطنية وخاض انتخابات العام 2001 ضد موسفينى. يبدوالطريق بحسب المراقبين ممهدا امام موسفينى لولاية رئاسية رابعة يكمل معها ثلاثين عاما كرئيس ليوغندا، فموسفينى استولى على السلطة فى العام 1986 بعد خمس سنوات من محاربة السلطات المركزية فى كمبالا فى عهد الرئيسين ملتون ابوتى واوكيلو لاتاوا ونظم اول انتخابات فى العام 1996وفاز بها كما هوالحال فى العام2001 و2006م. ورغم نشاط المعارضة السياسية لموسفينى وعلو صوتها فى التنديد بالتشبث الممنهج من قبله بالسلطة وردع المعارضة من خلال الاعتقالات والمضايقات التى نال منها الدكتور كيزا الكثير، فان المراقبين يرون أن فوز موسفينى بالولاية الرابعة وإن بفارق طفيف من الاصوات هو الاحتمال الاكثر واقعية من خلال قراءة المشهد السياسى الراهن فى يوغندا. حيث لا يزال الرئيس موسفينى يتمتع بشعبية معقولة رغم ان نتائج جولات الانتخابات السابقة كانت تعطى مؤشرا على تراجع شعبيته. ففى العام 1996 فاز بنسبة (75%) من الاصوات وفى العام 2001 بنسبة (96%) وفى العام 2006 تراجعت النسبة الى (59%) ومع كل هذه الارقام التى تشير الى تراجع فى شعبيته فإن هناك ثمة اجماعاً بأنه احدث تحولاً كبيراً فى اقتصاديات بلاده وانه لا يزال يحظى بقبول فى الارياف كما انه دولياً يحظى بتقدير خاص من خلال جهوده فى مجال خفض معدلات الاصابة بمرض الايدز وتوفر له الحرب المستمرة مع جيش الرب المعارض شعبية فى مناطق الشمال التى اكتوت بنيران هذا الجيش. يتوقع مراقبون تزامن الانتخابات مع بداية انتاج النفط على اساس تجارى ليكون ورقة حاسمة فى ترجيح خيارات الناخبين ، حيث يمثل اكتشاف النفط ، مؤشرا على تدفق ثروة لم يسبق لها مثيل بالنسبة لهذا البلد الذي يعيش أكثر من ثلث السكان فيه تحت خط الفقر. وبفضل الاحتياطيات المؤكدة التي تقترب من نحو ملياري برميل، ستصبح هذه الدولة الواقعة في شرق أفريقيا قريبا، مصدرا مهما للنفط، وربما مركزا رئيسيا محتملا لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ويبدو الاهتمام الحكومى بملف ادارة النفط واضحا من استعادة ملكية حقل نفطي كانت تسيطر عليه المجموعتان البريطانية الايرلندية «تولو» والكندية «هيريتيج» لانهما لم تجددا اجازتهما، كما اعلن وزير النفط هيلاري اونيك. وقال الوزير لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد استعدنا ملكية الحقل لان مفعول الاجازة انتهى. انه واجبنا بصفتنا حكومة مسؤولة. بجانب دخول النفط هذه المرة فى لعبة الانتخبات فان الرئيس موسفينى استفاد كثيرا من التفجيرات التى شهدتها كمبالا فى يونيو الماضى من قبل عناصر حركة الشباب الصومالية، فطرح نفسه على الساحة الاقليمية كمحارب للارهاب ونصير لشعب الصومال وكرست قمة الاتحاد الافريقى الاخيرة بكمبالا لهذه المرحلة الجديدة فى حياة موسفينى السياسية، وللتأكيد على الدور الاقليمى الجديد ليوغندا أعلنت كمبالا مطلع الشهر الجارى أنها عززت قواتها لحفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في العاصمة الصومالية مقديشو بنحو 750 جندياً، عملاً بالتزامات الحكومة الأوغندية خلال القمة الأفريقية في يوليوالماضي، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الحكومة، فريد أوبولوت التحدى الكبير امام ولاية موسفينى الرابعة هو الدكتور كيزا الذى يخوض المحاولة الرابعة امامه دون أن تلين له عزيمة ولكن هذه المرة يخوض الانتخابات ليس باسم منتدى التغيير الديمقراطى وحسب بل نيابة عن تحالف عريض من احزاب المعارضة ضم حزب المحافظين ومنتدى العدالة والحزب الاجتماعى الديمقراطى. واشارت استطلاعات للرأى نشرتها صحيفة (ذا مونتر) الى فوز موسفينى ب(45%) من الاصوات مقابل (35%) لمنافسه كيزا.