يقابل الانسان في حياته شخصيات مختلفة قد تربطه بهم علاقات قد تتطور أو تكون وفق ظروفها تنتهي في مهدها أو تمتد الى حين، ولكن الصعب ان يصطدم الفرد بصديق وثق فيه واعطاه جزءاً كبيراً من تفاصيل حياته حتى يتبين له ان هذا الصديق «بياع كلام» وكثيراً ما يحدث ذلك في وسط الشباب والوسط العملي خاصة التجار لاستخدامه وسيلة للاقناع، ف«بياع الكلام» صفة تحتوي في مضمونها عدة صفات أولها السلبية في التعامل وثانياً الكذب للتخلص من المواقف الصعبة.. وهو والكذاب يعتبران صفة لها معنى واحد.. «الرأي العام» استطلعت آراء البعض من المجتمع السوداني حول صفة «بياع كلام».. «مهاد» طالبة جامعية قالت لابد من الحرص في التعامل خصوصاً اذا كانت العلاقة في بداياتها ولا تعرف الكثير عن هذا الشخص فعليك توخي الحذر والحيطة في طريقة كلامك وتعاملك معه بغض النظر عما اذا كان ذكراً أو انثى يجب الحرص. وتضيف زميلتها «هناء» انا اتجنب الوقوع في فخ بياعي الكلام والدجل على الفتيات وهي فئة معينة من الشباب تخصصنت في هذا المجال والبنت المسكينة تصدق ذلك وتبني آمالاً واحلاماً، اما بالنسبة للفتيات فمن بينهن ايضاً بياعات كلام فهذا لا يؤثر كثيراً. وتقول «وعد» من اقبح الصفات عند الانسان الكذب وانا لا اصادق الفتاة الكذابة والثرثارة، والولد السلبي «بياع الكلام» لا احترمه نهائياً. حتى انني لا اعتبره موجوداً. يقول «محمود»: كثيراً ما ارتبطت هذه العبارة «بالبنت والولد» ولكن ساد استخدامها في بعض المجتمعات مثلاً في السوق يكون الشخص ملحاً لبيع سلعته مع صرف كثير من الكلام الذي لا يجدي بفائدة ويطلق عليه بياع كلام. اما «مصعب» فقال: هو من يرى ان ما بين شفتيه وسيلة تحقيق اهدافه والاهداف مختلفة يمكن ان يكون الوصول الى فتاة أو للترقي في العمل و لكن اعتبر هذه الطريقة غير لائقة على كثير من شباب المجتمع السوداني الذي عرف بالشهامة والرقى وليس التخاذل في أموره. الاستاذة رشا عبدالرحمن «علم نفس» تؤكد ان بياع الكلام هو الكذاب الذي يستنفد اغراضه ويحقق رغباته بكثرة الكلام الذي لا يعود بفائدة ويقوم بعرض الوعود حتى لا يتم اقناع الشخص الآخر فيتضح له انها وعود فاشلة ولا تمت باية صلة للحقيقة، لذا يطلق عليه «بياع كلام»، ومن المعروف لدى المجتمع السوداني وغيره من المجتمعات العربية ان السائد في كلمة بياع كلام هو نعت يطلق وسط الشباب والفتيات في الجامعات والعمل الذي يجمع بهما فاذا أكثر لها الوعود والكلام المنمق الجميل الذي يذوبها خجلاً ويسيطر على عاطفتها فهذا تكتشفه لانها تجد ان كل الكلام الذي القى على مسامعها به نوع من المصالح الخاصة به فتصفه ببياع الكلام فتحذر زميلاتها من الوقوع في فخه.. ومن هنا يجب على شبابنا الصدق في التعامل وحسن النية في الوضوح فيما بينهم حتى يجلب اهتمام واحترام المحيطين بهم، لان الكذب المتواصل خاصة المستخدم في تنفيذ الاغراض يجعله انساناً سلبياً وليس اهلاً للثقة.