بالرغم من تلك الفوائد الجمة لمواقع التواصل (فيس بوك - تويتر) وغيرها إلا أنها تحمل في طياتها عدداً من السلبيات مثل انتحال الشباب لشخصيات أنثوية والعكس. لم تتحول مواقع التواصل الاجتماعي فقط إلى ساحات للمعارك السياسية والفكرية والدينية، ولكنها تحولت إلى ساحة للعلاقات الغرامية الحقيقية والمزيفة يخدع فيها شباب كثيرون أقرانهم بإدعاء أنهم فتيات ويتعلقون بهذه الفتاة المزيفة. البعض يصف هذا السلوك بالجنوح النفسي وآخر يرى أنه سلوك غير مناسب، وآخرون يعتبرونه مجرد مزحة سخيفة. «الأهرام اليوم» وعبر الفيس بوك طرحت الموضوع على عدد من الشباب وجاءت إفاداتهم بإنكار هذا السلوك فإليها: يقول الشاب محمد فضل، إنه حريص جداً على نفسه من مثل هذه السلوكيات ولا يضف لأصدقائه أشخاصاً لا يعرفهم، وأوضح أنه يستخدم الإنترنت مع أصدقائه داخل وخارج السودان، ووصف مثل هؤلاء الأشخاص بالمرضى. وأما حسن عبد الله يصفه بالشيء الطبيعي وليس طبيعي، بمعنى أنه شيء فطري وناتج من إحساس الشاب بأن المجتمع يهتم بالمرأة أكثر من الرجل وحتى في الفيس بوك تجد التعليقات للفتيات أكثر من مائة، أما عند الرجل ضئيلة جداً وهنا يشعر الشباب بالتهميش، وإذا دخل باسم فتاة سيجد اهتماماً أكبر وأحياناً قد يكون مزاحاً مع الأصدقاء. ويعتقد ميرغني طه أن مثل هذه الممارسات سلوك سيئ جداً نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والكذب يهدي إلى الفجور وأن الفجور يهدي إلى النار، لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً». والكذب في المزح فيه وعيد خاص ففي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم ويل له ويل له»، وأشار ميرغني أن الكذب شذوذ نفسي أو فكري أو أنه مزاح سخيف وقد نهانا الرسول «صلى الله عليه وسلم» عنه فيجب علينا ترك مثل هذه الممارسات إن كنا نفعلها، واعترف بأنه كان له صفحة باسم فتاة وكان يرغب في استكشاف كيفية المعاملة وهل ستختلف والذي يحدث فهداني الله فقررت عدم الدخول إلى هذه الصفحة إطلاقاً، وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي مفيدة جداً وهي تتيح الفرصة للتعرف على ثقافات أخرى وتغذية العقل بأفكار جديدة وغيرها. أما بشير النور، يقول مازال البعض يعتبر الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي مواقع للمزاح وملء وقت الفراغ إلا أن دوره أصبح كبيراً في تبادل الأفكار والآراء والثقافات ويكفي ما فعله بالدكتاتوريين في الوطن العربي، وأعتقد بأن من يقوم بانتحال شخصية فتاة أو العكس لا توجد اهتمامات في حياتهم التي يسيطر عليها الفراغ، ووجه كل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالاستفادة منها في إضافة ما هو جديد لعقوهم. وأكد استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب خلال لقائه مع فضائية mbc أن انتحال شخصيات أنثوية من قبل الشباب لا تعبر عن شذوذ أو حالة نفسية غير سوية، بل أنه أمر طبيعي ومميز في الطبيعية لأن هذا الشخص أدرك أن طبيعته المجتمع تميز الأنثى وترغب في التعامل معها. ويرى الحبيب الجمهور على الرغم من المشكلات التي نراها فإن استعداده للتلقي أرقى وأرقى بكثير من مفكريه ومختصيه وعلماء الشريعة بل حتى من الإعلاميين، مضيفاً أن الاستعداد للتغيير لدى المتلقي العربي كبير وأن ما نراه من عيوب هي نتاج لتربية اجتماعية خاطئة يتحمل مسؤوليتها الرواد السابقين، وطالب الحبيب بتصحيح أساليب التربية في العالم العربي وتغيير طريقة تعامل الوالدين مع الأبناء، مشيراً إلى أن التوجيه لا الرقابة هو الحل لتفادي هذه السلبيات.