* الصحافي الكبير رحمي سليمان صاحب صحيفة «الأخبار» في خمسينيات القرن الماضي.. كان شاهداً على الميلاد الفني للمطرب الشاب إبراهيم عوض.. ولأن هذا الشاب الصغير تفجر وانفجر مثل قنبلة داوية.. واستطاعت أن تنهي ألق فنانين كبار كانوا يسيطرون على الساحة من قبله. * هناك عوامل كثيرة جعلت من إبراهيم عوض ظاهرة فنية غير مسبوقة حتى الآن ولأكثر من نصف قرن. ولعل من بين هذه العوامل التي صنعت الظاهرة هو أن إبراهيم كان فناناً يمتلك كل المؤهلات والخصائص التي تجعل منه نموذجاً معبراً عن كل العناصر التي تمثل هذا العصر. ولذا يمكن القول إن التاريخ العام كان قد اختاره كظاهرة تعبر عن هذه الفترة التاريخية من فترات تاريخنا المعاصر.. إن الكيمياء المشتركة الخصائص بين إبراهيم عوض وعصره تتمثل في أن الفترة التي تلت استقلال السودان كانت تتطلب بناء دولة عربية افريقية حديثة.. فكانت الحياة بكاملها تشتغل باتجاه الحداثة على المستويات الحضارية كافة. ولهذا السبب نجد أن إبراهيم عوض اخذ يغني غناء حديثاً يختلف عن غناء الحقيبة.. وحتى إن شاعراً مخضرماً من شعراء الحقيبة «عبدالرحمن الريح» هو الذي قدم هذا الغناء الجديد.. هو الذي فجر هذه القنبلة الذرية وإن شاركه شاعر وملحن شاب هو «الطاهر إبراهيم» ومن بعد لحق بهم شعراء من أهمهم «سيف الدسوقي»، وبذا كما قال الفنان الكبير محمد وردي:«إن إبراهيم هو الجسر الذي عبرته الأغنية الحديثة وتجاوزت فيه أغنية الحقيبة».