«آن فيلكس بايفو» جنوبية الهوى والهوية، عانت الأمرين من ويلات الحرب بالجنوب، فكان أن نزحت الى الخرطوم لتبدأ حياة جديدة بعيداً عن أجواء القتل والحرب.. ولأنها طموحة وتعشق الحياة الكريمة نجحت في أن تدير ثلاثة مشاريع مختلفة حتى صار يشار اليها بالبنان كما انها حظيت بتكريم من قبل المنظمة العربية للتنمية الزراعية.. التقينا «آن» في دقائق قليلة تحدثت فيها الينا عن نزوحها وبداية مشوار حياتها العملية في المساحة التالية.. قالت: نزحت الى الخرطوم بعد معاناة من الحرب ووفاة زوجي وبحثت كثيراً عن عمل أسد به رمق أطفالي و بعد ذلك قمت بتربية دواجن «بلدية» في مساحة صغيرة داخل المنزل ثم فتحت مشغلاً للحياكة وكنت أقوم بتفصيل الملابس والتطريز لنساء الحي.. وهكذا بدأت أجمع «اموالاً» استغليتها في توسعة مشروع الدواجن وساعدني الاهل باعطائى مساحات صغيرة داخل «حيشانهم» لتربية الدواجن وكانت في ثلاثة أماكن مختلفة وعانيت من عدم مقدرتي على التوفيق بين مشغل الحياكة والدواجن والمنزل فقمت باغلاق المشغل.. ثم نلت مرابحة من خلال الادخار في أحد البنوك..وأضافت «آن»: بعد اتفاقية السلام اصبحت مضطرة الى العودة لموطني وفي خاطري مواصلة مشروعي الذى بدأته بالشمال، اذ ان اغلب المنتجات في الجنوب تأتي من يوغندا وقمت بانتاج دواجن وبيض محلي، وهكذا حتى كبرت الفكرة الصغيرة وصارت مشروعاً كبيراً.. كما انني اكتشفت حاجة الأسواق الجنوبية للأسماك نسبة لعدم توافر الطرق السليمة لحفظها وكان الصيادون يتخلصون منها عندما لا يتم شراؤها وصرت اشتريها منهم وأقوم بتجفيفها وبيعها وهذه الطريقة فضلها المواطنون هناك.. وبعد ذلك قمت بتأسيس مشروع عسل النحل وتركيب الخلايا والألبسة الواقية والمعدات المحلية لتصفية العسل وجمعت انتاجه ووزعته محلياً وخارجياً عبر التجار اليوغنديين والآن امتلك اكثر من «005» خلية.. وبعيداً عن العمل وحول ما يدور الآن في الوطن ومسألة الاستفتاء قالت سيدة الأعمال «آن»: آنا كفرد جنوبي ومرتبطة بالشمال لا أظن ان هناك فرداً عاقلاً سيختار الانفصال فالوحدة الجاذبة هي الأفضل..