غل شاه سيدة أفغانية مات زوجها، وتعهدت برعاية بنتهما الوحيدة حتى بلغت من العمر (11) سنة، في كوخ بائس في بلدة علي أباد في مقاطعة كندوز، وذات مساء اقتحم بيتها (12) رجلا قاموا بخنقها وطعنها بالسكين في ظهرها أربع مرات، ثم خرجوا مصطحبين معهم ابنتها سانوبار.. ولم تر الأم ابنتها منذ تلك الحادثة التي وقعت قبل نحو سنة، ولن تراها رغم أنها تعرف أين ذهب بها خاطفوها.. عندما كانت سانوبار تبلغ من العمر ستة أشهر تعهد أبوها بتزويجها من ابن أحد أثرياء البلدة يدعى نعمة الله.. وكان ابن نعمة الله عند ولادة سانوبار يبلغ من العمر (29) سنة!! توفي الأب قبل أربع سنوات وطلب «الوجيه» نعمة الله من أرملته إكمال زواج البنت التي كان عمرها وقتها سبع سنوات من ابنه الأهبل.. نعم فذلك الابن يعاني من اضطراب عقلي ولا يسمع ولا يتكلم ومع هذا يريد أبوه ان يهديه بنتا صغيرة «يلعب» بها.. رفضت الأم وظلت تخفي بنتها طوال تلك السنوات منتقلة من مكان الى آخر في بلد فالت بائس مثل أفغانستان، حيث الموت بالمجان.. ثم جاءت المداهمة واختطاف سانوبار، وهي الآن زوجة رجل فوق الأربعين بينما هي في الحادية عشرة، وليس من حقها ان ترى أمها! بل وصرح الثري نعمة الله أن من حقه ان يختطف الطفلة تلك لأن أمها رفضت الالتزام باتفاق أبرم مع والدها المتوفى وهي في المهد! طيب إذا كانت مأساة الأم غل شاه وبنتها سانوبار معروفة وأطرافها معروفون حتى لشخص مثل أبي الجعافر لم يزر أفغانستان، ويسأل الله أن لا يزورها قط، فلماذا لا تتحرك الجهات الحكومية لوضع حد لتلك المأساة/ الملهاة؟ أي حكومة الله يهدينا وإياك وأنت تعرف البير وغطاه؟ دعني أزيدك من الشعر بيتا: من خطط لعملية خطف الطفلة سانوبار وأرسل عصابة من (12) رجلا لضرب أمها ثم اختطافها هو الملا نزار شاه حاكم مقاطعة كندوز (قبل ان تلاحظ انه حاكم المقاطعة لاحظ انه يحمل لقب ملا!) وكان ذلك مقابل رشوة تلقاها من الثري نعمة الله.. لا تحاول ان تخمن كم تقاضى الحاكم نظير خطف طفلة.. آدمية.. فقد كانت الرشوة عينية وليست نقدية.. فبعد استلام الطفلة قام نعمة الله بإهداء الحاكم الملا نزار شاه كلبا.. كلب بس «مش أي كلام»، بل كلب معروف في المنطقة بشراسته ويكسب مسابقات «المصارعة والاقتتال» بين الكلاب والتي تتم خلالها عمليات مراهنات يربح فيها صاحب الكلب الفائز مبالغ كبيرة.. لجأت السيدة غل شاه الى منظمة حقوق الإنسان في أفغانستان، التي اتصلت بالحاكم الذي قايض بنتا بكلب، ولكنه شتم أعضاء المنظمة: تحاسبونني يا كلاب بسبب شكوى من امرأة متسولة؟... هاتوا البنت حتى نعرف ما إذا كانت شكوى تلك المرأة المعتوهة صحيحة أم لا! وكان الحاكم الملا يعرف ان «الدبان الأزرق» لن يعرف مكان وجود البنت، بعد ان قام نعمة الله بتهريبها مع ولده الأهبل الى باكستان.. والمحزن هو أننا في السودان صرنا أيضا نبيع بناتنا الصغار لصاحب أكبر عطاء، والكارثة الأكبر هي ان صاحب العطاء الكبير يكون عمره عمر البنت مضروبا في ثلاثة، والنكبة الكبرى ان مسألة «راجل المرة حلو حلاة» صارت ثقافة سائدة.. عجيب: المرأة تقبل برجل سكند هاند، ولكن الرجل يبحث دائما عن بنت فريش جديدة من الوكالة وآخر موديل!!