*تطورت الادارة كعلم له اصوله وقوانينه ومعطياته وبالتالى مخرجاته ولكننا فى الوسط الرياضى لانعرف من قواعد العمل الادارى الا الجوانب «السلطوية» فمن يتبوأ المنصب الادارى لا يعتبر نفسه «خادماً» لمن وثقوا فيه واختاروه للمنصب لخدمة قضاياهم والسهر على تحقيق رغباتهم واحلامهم ، بل «سيدا» عليهم يستعرض عضلاته ويدوس على آمالهم ليحقق طموحاته الشخصية وبما ان التعميم دائماً مخل فمن يفعل ذلك بعض الناس وليس الكل.. *ومن الطبيعى ان تظهر فى ظل هذا الوضع وتزدهر نظرية «الكنكشة» والتمسك بالمنصب مدى الحياة لو امكن ولذلك لم يكن غريباً ان تخلو قوائم الترشح لانتخابات الاتحاد العام لكرة القدم من الوجوه الجديدة مع استمرار «كهنة آمون» فى مواقعهم السابقة وباستماتة غير طبيعية وقتال شديد واصرار على العودة الى ذات المقاعد التى طالما اشتكوا منها ومن عنتها وعنائها واشغالها لكل وقتهم الغالى الذى يقتطعون منه اليسير فقط لرعاية مصالحهم الخاصة بعد ان استهلكوا كل الوقت فى العام على حساب الخاص..! *من يتأمل فى مسرح الاحداث الرياضية هذه الأيام وبخاصة تداعيات انتخابات الاتحاد العام بداية من القرارات الرافضة لترشح «16» من الشخصيات الرياضية وفق التفسير القانونى لبعض المواد الموجودة منذ سنوات وبين الوعيد والتهديد يتلاشى كل شىء ويعود الجميع من جديد الى القوائم الانتخابية، يدرك اننا امام عمل «مسرحى» كوميدى كبير ومضحك الى حد السخرية ولكنه فى الحقيقة نوع من «الكوميديا السوداء» والا لماذا استهلكنا الوقت والطاقات فى أمور يحسمها القانون واستنزفنا مشاعر الناس فى أمر لن يعود عليهم بالنفع ألم يكن من الأجدى أن يعرف كل حدوده وفقا للقانون وليس الاهواء الشخصية.. *مضحكة جداً الشكوى التى جأر بها البعض ازاء رسوم التسجيل الكبيرة التى تم اشتراطها للترشح خاصة ان بعض من ينوي الترشح فى الانتخابات لا يملك «حق المواصلات» غريبة فعلاً فمن لا يملك ثمن الحافلة أو تذكرة بصات الخرطومالجديدة قطعاً لن يستطيع ان يقودنا الى بطولة الأمم الافريقية ولو اقيمت فى الجارة اريتريا ناهيك عن ريودى جانيرو فى البرازيل التى تستضيف كأس العالم 2014م ليس لأنه لا يملك المال ولكن لأنه لن يستطيع ادارة أية أموال يمكن أن يحصل عليها فى موقع المسئولية وبالتالى سنبقى طويلاً فى انتظار «باص الوالى»..! *أما حكاية المناصب القارية فهى «تفقع المرارة» وتسبب المغص الكلوى الحاد لأن المنصب القارى أو الاقليمى لا يحتاج الى رؤيته والتعرف عليه عبر مكبرات أو مجهر فهو ليس كوكباً صغيراً فى الفضاء الخارجى ولا مجرة جديدة تكتشف بل منصبا يجب ان يكون معلوماً ومعروفاً للكل وإلا فإن المناصب أو المواقع القارية والاقليمية «الميكروسكوبية» لن تفيدنا وتظل مكتسباً شخصياً ولاحاجة لنا بها وهى لن تقدم أو تؤخر ان لم تستفد منها القاعدة الرياضية العريضة وينعكس أثرها على الواقع الذى نعيشه..