شَهد لقاء عثمان محمد يوسف كبر والي شمال دارفور مع أعضاء مجلس الأمن بالفاشر أمس، مُواجهة سَاخنة بين الطرفين، وجّه كبر من خلالها انتقادات حادة للمجلس. فيما استقبلت الخرطوم التي ستخرج اليوم في مسيرة تنديداً بمواقف مجلس الأمن، الوفد الذي وصل عصر أمس، بشعارات حملها طلاب من ولاية الخرطوم تستنكر تحركات الجنائية وتطالب بإلغاء الديون الخارجية ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وكشف حافظ عمر وزير الثقافة والإعلام بولاية شمال دارفور ل (أس. أم. سي) أمس، أنّ كبر واجه سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة، في سياق رده على مداخلتها بشأن جرائم دارفور ومحاكمة البشير، أكّد أنّ جميع مواطني الولاية يقفون وقفة رجل واحد مع الرئيس البشير، وسأل كبر، رايس عن علاقة أمريكا بالجنائية حتى تتحدث عن ذلك. ولفت أعضاء المجلس إلى أنّه كلما زادوا حملاتهم لاستهداف البشير عبر المحكمة الجنائية زاد مواطنو دارفور تمسكهم بالرئيس، وطَالبهم كبر بالنظر إلى وزراء حكومة ولايته ليتأكدوا من صحة الحديث عن الزرقة والعرب في دارفور. وانتقد كبر، أحد أعضاء الوفد حينما قال إنّ الجرائم في الولاية ارتفعت بنسبة (250%)، فرد كبر بأن مصدر معلومات الحكومة القضاء والأجهزة العدلية، بيد أنه تساءل عن المصادر التي يعتمد عليها مجلس الأمن في معلوماته. وأكّد حافظ عمر، أنّ كبر قدّم تنويراً لأعضاء المجلس تناول الوضع الأمني والإنساني بالولاية، وبدأ بعقد مُقارنة بين مستوى الجريمة بمُصاحبة عرض نماذج منها وهي جرائم القتل والحرابة والعنف ضد المرأة والإتلاف، وقَارنَ بين نسبها المئوية في الفترة ما بين العام 2004 - 2010م موضحاً حدوث تحسن بنسبة (97%). إلى ذلك زار الوفد معسكر «أبو شوك»، وحمل النازحون الوفد رسالة للمجلس بالضغط على عبد الواحد محمّد نور وخليل إبراهيم للعَودة إلى طَاولة المفاوضات، إذا أرادوا حل مشكلة دارفور. من جهتها أبْدت القوى السياسية المعارضة، استياءها من نتيجة اجتماعها أمس ببعثة مجلس الأمن ووصفته بحفل الاستقبال، فيما اعتبره السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، إجتماع (علاقات عامة), وقال للصحفيين إنّ هذا الاجتماع لا يقدّم ولا يؤخّر، وأشار إلى أن البعثة لم تبد إهتماماً بما أسماه بجوهر ما ينبغي عمله بخصوص الاستفتاء ليكون مقبولاً للأطراف كافة، الأمر الذي اعتبره المهدي تقصيراً من مجلس الأمن وتقاعساً عن أداء مهمته لمنع الحرب - على حد قوله – وقال إنّ الزيارة همّشت القوى السياسية المعارضة كما همّشتها من قبل إتفاقية نيفاشا، وأضاف: كان ينبغي الاهتمام كذلك بقضية دارفور وأوضح أنه سلّم البعثة ورقة مكتوبة فحواها أنّ الاستفتاء بوضعه الحالي سيخلف (20) أبيي. من ناحيته أعْلن منير الخمجان نائب رئيس الجبهة القومية الطلابية، التي تضم (35) حزباً سياسياً عن مسيرة هادرة اليوم تنديداً بمواقف مجلس الأمن الأيام الماضية، وقال الخمجان في مؤتمر صحفي بقاعة الشهيد الزبير أمس، إن المسيرة ستنطلق في العاشرة من صباح اليوم من ساحة الشهداء بالخرطوم إلى مبنى الأممالمتحدة لإيداع مذكرة احتجاجية لمجلس الأمن بشأن المحكمة الجنائية، كما تطالب المسيرة مفوضية الاستفتاء بمَد فترة الحملة الانتخابية التي قيّدتها في أسبوع فقط، وأشار الخمجان إلى أن المسيرة ستخاطبها قيادات الأحزاب السياسية كَافّة.