أحجمت الحكومة عن استقبال وفد مجلس الأمن الذي وصل مطار الخرطوم أمس «الجمعة» قادماً من ولاية شمال دارفور، حيث لم يحضر أي من المسؤولين الحكوميين إلى المطار لاستقبال الوفد. ورصدت (الأهرام اليوم) أمس بمطار الخرطوم، عدداً من سفراء الدول بالخرطوم كانوا في استقبال الوفد ومظاهرات احتجاجية غاضبة لعشرات الشباب والطلاب حملوا ورددوا شعارات منددة بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، وطالبوا وفد مجلس الأمن بالتزام موقف الحياد تجاه قضايا السودان. واتهم الأمين العام للاتحاد الوطني للشباب، محمد عثمان عبد الباقي، الأممالمتحدة بالانسياق وراء أجندة أعداء السودان، وطالب بسحب ملف المحكمة الجنائية من مجلس الأمن، معتبراً إياه المعوق الرئيس للسلام في السودان. وأعلن عثمان تسيير الاتحاد مظاهرة احتجاجية صباح اليوم (السبت) بميدان الشهداء بالخرطوم تنديداً بالجنائية والدعوة لوحدة السودان. إلى ذلك وصفت الأحزاب السياسية المعارضة اجتماعها مع وفد مجلس الأمن الدولي بفندق السلام روتانا مساء أمس «الجمعة» بالعلاقات العامة ونعتته بحفل الاستقبال الذي يعكس عدم اهتمام الأممالمتحدة بالحركة السياسية السودانية. وقال رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، في تصريحات صحفية: كان ينبغي أن يكون هناك اهتمام بمشكلة دارفور وبالإثر السالب الذي ستفرضه نتائج الاستفتاء على إقليم دارفور ومناقشة ترتيبات حق تقرير المصير ولكننا وجدنا أنفسنا في حفل استقبال وفي رأينا أن هذا تقصير من مجلس أمن دولي في القيام بمهمته بمنع الحرب، وزيارة أعضائه للخرطوم همشت القوى السياسية. وأضاف المهدي: هذه الزيارة لا تؤخر ولا تقدم ولا يوجد اهتمام بجوهر ما يمكن عمله بخصوص الاستفتاء لجعله مقبولاً من كل الأطراف وأن يكون نزيهاً وحراً. وعلى الرغم من استياء المهدي إلا أنه استجاب لطلب حزبه بتلبية دعوة وفد مجلس الأمن وكشف عن تسليمه الوفد ورقة بخصوص رؤية حزبه للأوضاع بالبلاد، ونبّه إلى ما أسماه بالنُذر السيئة جداً والأحتراب بالوكالة في دارفور والجنوب، محذراً من اندلاع (20) صراعاً مماثلاً لصراع أبيي. وفي ذات السياق نقل أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي، الدكتور بشير آدم رحمة، الذي أناب عن الأمين العام للحزب، تأكيدات مندوبي بريطانيا وأمريكا بضرورة تحسين الأوضاع الأمنية في دارفور وإيصال المساعدات للمتأثرين بالحرب لإحضار الحركات المسلحة لمفاوضات الدوحة. وأضاف بشير أن أعضاء الوفد شددوا للمعارضة على قيام الاستفتاء في مواعيده والقبول بنتائجه. وقال رحمة كنا نطمح نحن في المعارضة أن يخصص لنا اجتماع خاص مع أعضاء الوفد وليس حفل استقبال حتى نتمكن من طرح كل قضايا البلاد على الطاولة، ونبه إلى الوضع الجديد الذي سينشأ في السودان عقب ظهور نتيجة الاستفتاء، ودعا لتشكيل مفوضية انتخابات جديدة لمرحلة ما بعد الاستفتاء، إضافةً إلى لجنة لإعداد الدستور الدائم في إطار ترتيب أوضاع شمال وجنوب السودان في حالتيْ الوحدة والانفصال، وزاد أن الانفراد بالحكم سيؤدي إلى استقطاب وعدم استقرار بالبلاد.