يقول د. حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي في كتابه «خواطر في الفقه السياسي لدولة إسلامية معاصرة»: يقتضي أمر الدولة المسلمة اليوم أن تدير نظاماً للتناصر بينها وبين الدول الإسلامية الأخرى نحو وحدة قائمة بإذن الله. وتحدث الترابي عن وحدة الإمامة قائلاً، »إن الفقهاء القدامى ذهبوا الى وحدة الإمامة الكبرى وقتال من يخرج عليها. ولكن الوحدة التي نقصدها هنا وحدة الحركة الإسلامية السودانية التي إنفلق أمرها فيما عرف بالمفاصلة في العام 99م وتركت الاسلاميين ينشقون الى مؤتمر وطني برئاسة الرئيس عمر البشير وآخر شعبي يتزعمه د. حسن عبد الله الترابي، بعد أن كان زعيمها الترابي آنذاك، يطمح في توحيد الحركة الإسلامية في السودان وتشاد وأثيوبيا لتكون منصة لانطلاق وحدة الحركة في كافة العالم العربي والإسلامي. والداعي الى إثارة هذه القضية هما أمران، الأول منهما تأكيدات لعدد من الإسلاميين بالمؤتمر الشعبي قالوا فيها أن العلاقة الإجتماعية بين الحزبين لم تنقطع منذ المفاصلة، الأمر الذي لم يستبعدوا فيه أن تكون هذه العلاقة الإجتماعية نواة لرأب الصدع بين الشقين «ولو بعد حين». خاصة وأن هذه العلاقة ليست في حدود اللقاءات في المناسبات الخاصة وإنما تجاوزتها الى درجة التصاهر بين اعضاء فى الشقين، وقال أحد الإسلاميين ل «الرأي العام» هنالك قيادات من المؤتمر الوطني متزوجون بقياديات في المؤتمر الشعبي مستشهداً بعبد العزيز عثمان القيادي بالوطني والأستاذة خديجة كرار القيادية بالمؤتمر الشعبي. مشيراً الى أن الخلاف بين الوطني والشعبي يمكن حله بوصفه خلافاً سياسياً وليس فكرياً، وقال: هنالك مجموعات كثيرة بالشعبي إنضمت للوطني بعد المفاصلة وهؤلاء لم يزد الترابي في الحديث عنهم أكثر من قوله « هؤلاء نفدت لياقتهم» أي أنهم لم يستطيعوا الصبر على البقاء خارج أسوار الحكومة بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة، خاصة وأن معظم الشعبيين أستبدلوا العمل الحكومي بعد إنضمامهم لصفوف المعارضة بالأعمال الحرة . وفي قصة لقيادي إسلامي آخر قال إنه التقى أحد قيادات الصف الأول بالوطني في إحدى المناسبات، وسأل الأول الثاني قائلاً: أنتم في كل مرة «تقلعوا مننا» مجموعة ولكن هذا الأمر لن يؤثر ولو بقي شيخ حسن وحده لأن الهالة والكاريزما التي يتمتع بها الترابي تمكنه من بناء تنظيم جديد، فرد القيادي بالوطني ، بالفعل لو إستعدنا كل القيادات فإن هذا الشيخ يبقى له تأثيره. أما الأمر الثاني الذي دعا لإثارة قضية وحدة الحركة الإسلامية، هو تلك اللجنة التي تعمل تحت مسمى «لجنة الإسترجاع» وتتبع للمؤتمر الوطني، وهذه اللجنة تمكنت في الأسبوع الماضي من إسترجاع القيادي بالشعبي محمد عبد الرحيم ماجد، وتنشط هذه اللجنة في حوار مباشر مع الإسلاميين بالمؤتمر الشعبي ليعودوا الى حزبهم المؤتمر الوطني. ولكن يبقى السؤال هل يمكن أن يتوحد الشقان بعد هذا الخلاف الذي وصفه المراقبون بأنه وصل الى درجة عالية من الحساسية. وبافتراض ان هناك إمكانية للتوحد فما هي الشروط ليعود الشعبي الى الوطني والإندماج فيه والذي كان د. الترابي أمينه العام حتى المفاصلة، وما هي شروط الوطني ليقبل بعودة أعضاء الشعبي الحاليين؟ وهل هي شروط موضوعية، أم هي محض تعجيز ليظل الإنشقاق مؤكداً على مقولة الترابي الشهيرة «يجب أن لا نكون في مجموعة واحدة حت لا نُضرب».