احتفالية أنيقة شهدتها استوديوهات (هنا أم درمان) وعلى الهواء مباشرة جمعت بين أسرة الإذاعة وسودابوست ممثلة في طاقميها الإداري والتنفيذي. شرف الاحتفالية حضوراً الدكتور كمال عبيد وزير الإعلام والأستاذة تريزا سرسيو إيرو وزيرة الدولة بالاتصالات وهي كريمة الرمز الوطني والوحدوي الكبير السيد سيرسيو إيرو. الاحتفالية كانت بمناسبة تدشين الطابع التذكاري ل (هنا أم درمان) وهي تكمل العقد السابع من عمر الإذاعة السودانية متزامناً مع عيدها فصار أشبه بكريمة اللوز التي تحلى بها تورتة الميلاد. العلاقة بين الإذاعة والبريد كما عبر الدكتور كمال عبيد كعلاقة الطفل برحم أمه فقد انطلقت صرخة ميلاد الإذاعة من مباني بوستة أمدرمان. وعودة العلاقة بين سودابوست والإذاعة إنما هي استعادة تاريخية للحظة الميلاد هذه بعد أن شب الطفل عن الطوق بل وبلغ سن النضج والحكمة. العلاقة ليست فقط على مستوى المباني بل والمعاني أيضاً فقد ربط البريد عبر مكاتبه وخدماته أوصال الوطن شرقه وغربه وجنوبه وشماله كما ربطت الإذاعة وجدان أهل السودان عبر أثير رواسلها وموجاتها العاملة على مدار الساعة. الطابع التذكاري يحمل شارة هنا أم درمان والمايكرفون العتيق يتوسط خارطة السودان. مصلحة البريد في الماضي وثقت عبر طابع البريد للعديد من الأحداث السياسية بداية بصور رموز الاستقلال والحركة الوطنية مروراً بتوثيق المؤسسات التي أسهمت في النهضة الاقتصادية ثم التعبير عن وجوه الحياة السودانية بتنوعها الإثني والطبيعي والثقافي ومن هذا الباب تمثل طوابع البريد ذاكرة بصرية لتاريخ السودان الحديث. كما تمثل في ذات الاتجاه مكتبة الإذاعة ذاكرة مسموعة للأمة السودانية منذ بدايات الحكم الوطني وحتى يوم الناس هذا. زيَّن صوت الفنان صلاح مصطفى الاحتفالية فهو قد عمل في هيئة البريد والبرق والهاتف قسم الهاتف كمهندس اتصالات تغنى للشاعر مصطفى سند (بريد الشوق) و(أكتب لي يا غالي الحروف) ومصطفى سند عمل موظفاً بقسم (البرق) والتلغراف ثم تفرغ معلماً في معهد البريد والتلغراف. من الشعراء الذين كانوا حضوراً الشاعر محمد يوسف موسى وهو بريدي رائد. كذلك من المبدعين الرواد الذين عملوا بمصلحة البريد الشاعر الوطني الكبير خليل فرح والشاعر الرقيق عبد الله النجيب شاعر العيون والشاعر ابراهيم الرشيد. ومن الذين عملوا في البريد: السياسي والباحث الفولكلوري محمد هارون كافي صاحب كتاب (الكجور). وازدانت المناسبة بطرائف وقفشات الأستاذ محمد سليمان (دنيا دبنقا) وألقى كلمة مؤثرة عن دورالإذاعة في الوحدة الوطنية داعياً لأن يظل السودان موحداً فهذه مسؤولية الجميع. كرمت سودابوست كل هؤلاء.. وتحدث الأستاذ معتصم فضل في خاتمة اللقاء عن سعادته بما تم وإنجاز الطابع التذكاري الذي يوثق لسنوات الرحيق معبراً عن اهتمامه الشخصي بالبريد حيث كان والده يعمل وكيلاً لبوستة أمدرمان. وكرمت سودابوست الأستاذ شاذلي عبد القادر مدير شركة أفنان للصوتيات والمرئيات. قدم الحفل محمد عبد الكريم، وإسراء زين العابدين، إخراج حسب الرسول كمال الدين.
