يرى عدد من الخبراء في علم الادارة ان الاداري في السودان والوطن العربي كافة يتم الحكم عليه باقواله والانطباعات والمشاهدات والملاحظات الشخصية، ويعتبرون تعيين بعض المديرين احياناً يتم بناءً على المحسوبية والتوجهات السياسية دون الاهتمام بالكفاءة ويقولون إن هذا امر مدمر لمستقبل الادارة والشعوب العربية، واستشهدوا بأن بعض المديرين لم يتلقوا درساً واحداً في علم الادارة، وان المشكلة الأخرى كما يراها الخبراء تتمثل في أن الإدارة العربية ينقصها قادة إداريون ملهمون، وما هو ملاحظ أن أغلب المديرين يمكن وصفهم بأنهم مدبرو أعمال يومية فقط، تقاس إنتاجيتهم بكثرة التوقيعات، وتكدس الأوراق على مكاتبهم، والقدرة على فن الاطلاع الحرفي للوائح والأنظمة دون أخذ روح النص. وفي المقابل وضع اللقاء الثالث من سلسلة الممارسات الادارية الناجحة التي تنظمها المنظمة العربية للتنمية الإدارية بمدينة كنانة الايام الماضية الملح على جرح الادارة في السودان والمنطقة العربية بمشاركة بعض الدول (المملكة العربية السعودية، ومصر، والاردن، وسوريا) برعاية د. كمال عبد اللطيف وزير تنمية الموارد البشرية، وبمشاركة المنظمة العربية للتنمية الادارية، وتم فيه عرض بعض المشروعات والتجارب المحلية الناجحة. في وقت اقرت فيه الحكومة بضعف الخدمة المدنية في البلاد، وشددت على ضرورة مراجعتها. ووصف السماني الوسيلة وزير الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية الخدمة المدنية في السودان ب (الضعيفة)، وقال انها تحتاج الى مراجعة مما اصابها، وشدد على ضرورة مراجعة محور التعليم خاصة لمرحلة الاساس، واضاف: نرى انها تحتاج لاعادة تكوين، بالإضافة الى مسألة التعريب، وكذلك التعليم التقني والتقاني، وكشف الوسيلة للصحافيين في ختام «الملتقى الثالث للممارسات الادارية الناجحة» عن عجز كبير في العمالة الماهرة بالبلاد. وأوضح ان هناك عملاً من اجل توسيع نطاق المستفيدين من مخرجات الملتقى، اضافة الى توسيع دائرة المشاركة مع المنظمة، ووعد بانفاذ مخرجات الملتقى وتوصياته، واشار الى وجود ملتقى قادم على مستوى امناء الوزارات بتركيا في يوليو من العام المقبل. من جهتها دفعت وفود الجامعة العربية بتجاربها واطروحاتها في الادارة عبر برامج اثبتت جدواها بالممارسة والتطبيق في مجتمعاتها، وقال خالد بن عبد العزيز مدير ادارة البرامج والدراسات بصندوق تنمية الموارد البشرية بالمملكة العربية السعودية ان الصندوق انشىء لتوظيف المواطنين الذين يحجمون عن العمل، وتحفيزهم نظراً لارتفاع توظيف السعوديين. واوضح ان الصندوق يشارك في راتب الموظف بنسبة (50%) لمدة عامين، على الا يقل الراتب عن (3) آلاف ريال، واشار الى ان المملكة تعاني من البطالة ، وقال: إنها مشكلة معقدة وتحتاج الى منظومة متكاملة يسهم الصندوق في حلها، واوضح ان نسبة البطالة فيها (10%) واعتبرها هاجساً يعمل الصندوق لإزالته. ونوه الى ان العمالة الاجنبية بالمملكة تقدر بحوالي (8) ملايين من اصل (25) مليوناً حجم السكان، وقال ان هنالك برامج لاحلالها وان يتسلم المواطنون السعوديون الوظائف التي يتقلدها الاجانب، واستبعد بن عبد العزيز ان يشغل المواطن السعودي في يوم من الايام اعمالاً كالمقاول، والجزار، وزاد: هنالك وظائف من الصعوبة ان تجد فيها السعوديين، واشار الى ان عملية الاحلال ستكون في المجالات الجاذبة. وعرض د. احمد محمد الخوالدة مشروع ديوان الخدمة المدنية الاردني، الذي يتبع لمكتب رئيس الوزراء، وقال إن المشروع يدفع باتجاه توظيف المواطن الاردني، في وقت تعاني فيه بلاده من نقص في التوظيف. وقال إن ديوان الخدمة في بلاده يعمل بنظام الامتحانات، وإذا فشل المتقدم للوظيفة في (3) امتحانات يلغى اسمه من كشوفات الفئات المتقدمة للوظائف نهائياً. وعرض الملتقى للممارسة الادارية الناجحة (4) تجارب اقليمية، بجانب اربع اخرى محلية شملت بجانب كنانة والضرائب ( شيكان للتأمين، وشركة دال) كمشاريع رائدة تخدم الاقتصاد الوطني، وتنشئ مشاريع وطنية يستفيد منها الموطن بصورة مباشرة او غير مباشرة. فيما اكد د. رفعت عبد الحليم القاعوري الامين العام للمنظمة العربية للتنمية الادارية نقل المنظمة لخبرات دول اجنبية في المجال الاداري، وقال ان المنظمة وضعت استراتيجية متكاملة من ركائزها الانفتاح على التجارب العالمية، مع احترام التجارب العربية. واكد ان دور المنظمة دور تثقيفي توعوي ولن يتوقف.