أكد الخبراء المشاركون في الملتقى الثالث للممارسات الإدارية الناجحة الذي نظمته وزارة تنمية الموارد البشرية، بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية مؤخراً بمدينة كنانة، أكدوا على ضرورة التعاون والتنسيق لتطوير النظم الإدارية في البلدان العربية، وأجمع المشاركون على نجاح ملتقى كنانة واعتبروه فرصة لتلاقح الرؤى والأفكار التي تصب في خانة تطوير وتنمية الموارد البشرية في العالم العربي. من جانبه وصف وزير الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية السماني الوسيلة الملتقى بأنه حلقة مهمة من حلقات العمل العربي المشترك، مؤكداً على التزام وزارته بالاهتمام بمخرجات الملتقى والعمل على تعميمها على كافة المؤسسات بالبلاد، مشدداً على ضرورة توسيع دائرة الشراكة وإعمال مبدأ التقييم والقياس، هذا وقد حظيّ الملتقى بمشاركة واسعة على مستوى الجامعات والمؤسسات والشركات في الدول العربية والسودان، وتم تقديم 8 تجارب إدارية ناجحة خلال الملتقى، حيث وقف الملتقى على تجربة صندوق تنمية الموارد البشرية بالمملكة العربية السعودية، والتي قدمها الأستاذ خالد بن عبد العزيز المبارك مدير إدارة البرامج والدراسات وصندوق تنمية الموارد البشرية بالسعودية، مستعرضاً توجه الصندوق وموقفه في منظومة سوق العمل بالمملكة، بجانب الأهداف المستقبلية للصندوق والتحديات التي تواجه سوق العمل السعودي، وأعرب عبد العزيز عن شكره وامتنانه للحكومة السودانية والتي قال إنها أتاحت لنا الفرصة لنطلع على تجارب وطنية أخرى، وعرض تجربة الصندوق في مجال الإدارة، ولفت خالد النظر الى التحدي الذي يواجه الحكومة السعودية، والذي قال إنه يتمثل في ارتفاع تكلفة توظيف المواطن السعودي وتأهيله لمنافسة العمالة الأجنبية، وأشارالى أن الصندوق يسهم في دعم الرواتب بنسبة 50% لمدة عامين منذ بداية تعيين الموظف، موضحاً أنهم حددوا رواتب السعوديين ب3 آلاف ريال كحدٍ أدنى، وأشار عبد العزيز الى أن نسبة العطالة بالمملكة العربية السعودية تصل الى 10% وقال إن 45 ألف مواطن سعودي يعانون من ظاهرة العطالة التي وصفها بأنها تشكل أكبر هاجس للحكومة السعودية. وطرح الأستاذ أحمد محمد أمين الخوالدة تجربة ديوان الخدمة المدنية في تحديث إدارة الوظيفة العامة بالمملكة الأردنية الهاشمية، مستعرضاً السياسات والاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية، مشدداً على ضرورة استخدام تكنلوجيا المعلومات وتطبيقها في الخدمة المدنية والأنشطة المساندة باستخدام بطاقة معلومات الموظف الإلكتروني، وبطاقة الوصف الوظيفي. وفي ذات السياق استعرض الأستاذ حسين إبراهيم مدير دعم القرار بسوريا، تجربة مديرية دعم القرار في الرئاسة بمجلس الوزراء السوري، مؤكداً على أهمية الارتقاء بمستوى صناعة القرار الحكومي عن طريق تقديم مخرجات تدعم صناعة القرار على درجة عالية من الجودة والمصداقية والمنهجية، وقدم الدكتور مجدي الحناوي تجربة مشروع بطاقة الأسرة المصرية واستعرض أهداف ومباديء المشروع، وقال إنها تقوم على ضمان وصول الدعم الحكومي للمستحقين وتوفير مناخ حضاري لصرف الخدمات المختلفة للمواطنين، بالإضافة الى تحديد أنماط الاستهلاك للأسر المصرية جغرافياً وكمياً ونوعياً، وقال إن المشروع يهدف الى استخدام بطاقة واحدة للأسرة المصرية تمكنها من الحصول على خدمات متعددة بقواعد تختلف طبقاً لإطار الأسرة. ومن جانبها أوضحت جامعة الدول العربية على لسان الدكتور رفعت القاعوري الأمين العام للمنظمة العربية للتنمية البشرية، أن ملتقى الممارسات الإدارية الناجحة يهدف الى فتح آفاق لمتخذي القرار للاطلاع على التجارب الناجحة، والسعي للاستفادة منها، مشيراً الى أن خطة المنظمة في المرحلة المقبلة التوسع في الحوار في مجال الممارسات الإدارية الى العالمية، وقال إننا اذا أردنا الريادة للمنظمة الإدارية في الوطن العربي، فلابد من تعميق الحوار العربي العربي في هذا المجال، وتبادل التجارب والخبرات، كما تم خلال الملتقى عرض تجارب 4 شركات وطنية في مجال الإدارة الناجحة، وهي شركة كنانة، ودال للسيارات، وشيكان وديوان الضرائب. يذكر أن الملتقى انعقد في الفترة من (27-28) من شهر أكتوبر المنصرم بمدينة كنانة، وقد وجدت التجارب التي قدمت خلال الملتقى نقاشاً مستفيضاً من قبل المشاركين. ويبقى السؤال قائماً.. هل يفلح الحوار العربي العربي وهذه الملتقيات في النهوض بالنظم الإدارية في العالم العربي لنشل الخدمة المدنية من الضعف والوهن الذي أصابها مؤخراً، أم أن الخدمة المدنية في البلدان العربية تحتاج الى جهود أكبر من الحوار لتواكب مثيلاتها في بقية أنحاء العالم؟