لفظ التصوف على ثلاثة احرف .قال عنه السلفيون التراثيون الكثير.. قالوا ان الكلمة (تصوف) هذه منقطعة من ثلاث كلمات دالة على معان ثلاثة هي أوصافه المختصة به، فالصاد منقطع من الصفاء والواو منقطع من الوفاء والفاء منقطع من الفناء. قال الشاعر الصوفي: صفي منهل الصوفي من علل الهوى فما شاب ذاك الورد من نفسه حظ ووفى بعده الحب إذ لم يكن له إلى غير من يهوى التفات ولا لحظ محت آيات الاظلام نهاره وقد ذهبت منه الاشارة واللفظ واختلفوا في اشتقاقه فقيل نسبة إلى الصوف لأنه زي أهله غالباً.. وقيل نسبة الى (الصوفة) الملقاة على الارض والرياح تحركها لأنهم يؤثرون التواضع وقيل نسبة الى «صوفة القفا» للينها، فان المؤمن لين معين، وقيل نسبة الى «الصفة» وهي مظلة في المسجد النبوي كانت مأوى الفقراء المتجردين لأن الصوفي تابع لهم فيما اثبت الله لهم من الوصف حيث قال: «واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجه الله» وقيل من الصفو الخاص وقيل من الصفاء لأنه مقامهم.. فأبو الفتح البستي يقول: تخالف الناس في الصوفي واختلفوا جهلاً فظنوه مشتقاً من الصوف ولست أمنح هذا الاسم إلا فتى صفا فصوفي حتى سمى الصوفي قال عنه حجة الاسلام الغزالي: هو تجريد القلب لله تعالى واحتقار ما سواه، وقيل هو نتيجة رسوم أهل المعارف وخلاصة علوم رأس العوارف وقيل هو علم يعرف بكفيه تصفية الباطن من كدرات النفس أي عيوبها وصفاتها المذمومة كالغل، والحقد، والحسد والغش وحب الثناء وغير ذلك. أما موضوعه: فالذات العلية الربانية لأنه يبحث عنها باعتبار معرفتها إما بالبرهان أو الشهود والعيان.. فالأول للطالبين والثاني للواصلين، وقيل موضوعه النفوس والقلوب والارواح لأنه يبحث عن تصفيتها وتهذيبها.. وقال معاذ الراوي: من عرف نفسه فقد عرف ربه» وقيل الآداب اللائقة بالعبد بين يدي مولاه. ومنها معرفة آداب العبودية اللائقة بمقام الربوبية إذ التصوف كله آداب قال أحد العارفين: إن لكل مخلوق حاجة، ولكل حاجة غاية ولكل غاية سبيلاً والكريم الرازق وقت للأمور أقدارها وهيأ للغايات سبلها وسبب للحاجات ببلوغها. وقد قالوا في الصوفي انه كالارض يطرح عليها كل قبيح ويخرج منها كل مليح فهم لا يردون على الناس احجارهم، ولكن يفيضون عليهم من انوارهم قال تعالى: «ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه» وهو صاحب النفس الامارة ومنهم «مقتصد» وهو صاحب النفس اللوامة ومنهم «سابق بالخيرات» وهو صاحب «النفس المطمئنة». وللصوفية تقسيم خاص في المعاصي فعندهم أربعة خاصة بالقلب فهي: الشرك والإصرار على المعصية - والقنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله - وأربعة في اللسان وهي «شهادة الزور - وقذف المحصنات - واليمين الغموس - والسحر، وثلاثة فى البطن وهي شرب الخمر - وأكل مال اليتيم - وأكل الربا - وإثنان في الفرج كالزنا و«الانحراف» واثنان في اليدين وهما القتل والسرقة. وواحدة في الرجل وهي الفرار من الزحف وواحدة تتعلق بجميع الجسد وهي حقوق الوالدين.. وإلى لقاء إن شاء الله